اعتمدت قوات الدفاع المشاركة في تنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ في الحج لأول مرة آلية لقياس أداء كافة الوحدات والفرق الإدارية والميدانية بهدف الوصول لأعلى درجات الجودة لأعمال الدفاع المدني خلال موسم الحج, وعلاج أوجه القصور والمعوقات التي تؤثر سلباً في أداء بعض الوحدات وصولاً إلى الفاعلية المطلوبة في أداء المهام للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن. وأوضح مدير إدارة الجودة والتطوير بقوات الدفاع المدني بالحج المقدم دكتور مهندس يحيى بن سعيد القحطاني أن الآلية الخاصة بقياس الأداء لأعمال الدفاع المدني والتي يتم تطبيقها في حج هذا العام, تعتمد على مجموعة من المعايير التي يمكن من خلالها الحصول على رؤية واضحة عن سير عمل الوحدة أو الإدارة أو الفرقة الميدانية, ومدى تحقيقها للأهداف المنوطة بها, بعيداً عن العشوائية في عمليات تقويم وقياس الأداء, وذلك انطلاقاً من أن القياس الصحيح للأداء هو المؤشر الدقيق للتطوير وتحقيق الجودة. وأضاف المقدم د. م. القحطاني أن معايير قياس الأداء في هذه الآلية تهدف بالأساس إلى مساعدة وحدات وإدارات وفرق الدفاع المدني لتحقيق النجاح في أداء مهامها ومعرفة مواطن الضعف أو الخلل التي تحول دون ذلك, كذلك أشعار العاملين بهذه الإدارات والفرق بمسؤوليتهم في تطوير الأداء, بالإضافة إلى امتلاك القدرة والمعايير الضرورية للحكم على نجاح بعض المشاريع أو التجارب, وتحديد الميزانيات المطلوبة وأوجه صرفها, ورفع مستوى التدريب والتأهيل لمنسوبي الوحدات والفرق. وأشار مدير إدارة الجودة والتطوير بقوات الدفاع المدني بالحج, أنه تم إعداد مجموعة من نماذج قياس الأداء تغطي كافة جوانب العمل الميداني والإداري والتنظيمي للإدارات والوحدات والفرق المشاركة في مهمة الحج, وفق مجموعة مقاييس أداء مرتبطة بالعمليات الحسابية لمعرفة الجهات التي نجحت في تحقيق معدلات أداء مرتفعة, والأخرى التي حققت معدلات منخفضة في أداء مهامها, ومن ثم وضع خارطة لتصحيح مسارها وعلاج المشكلات التي ساهمت في انخفاض مستوى الأداء بها. وعن كيفية قياس أداء وحدات وفرق الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج, أكد مدير إدارة الجودة والتطوير أن ذلك يتم من خلال ثلاثة مستويات الأول يعنى بالأهداف المطلوبة ومدى تحقيقها, حيث أنه قد يلتبس على البعض بين الأهداف العامة لوحدته أو إدارته, وبين الأهداف التطبيقية والتنفيذية, حيث تكون الأهداف العامة جيدة لكنها غير قابلة للتنفيذ عملياً, بينما الأهداف التنفيذية ذات طبيعة مرحلية, ومن ثم فإن قياس الأداء بالنسبة للأهداف لا يعنى بذات الهدف أو البحث في مدى صحته أو خطاة, وإنما بمدى تحقيقه على أرض الواقع. في حين يتناول المستوى الثاني من عملية قياس الأداء البرنامج التنفيذي أو خطة العمل ومدى الالتزام بها, ويدخل في الإطار الوسائل والأدوات المستخدمة لتنفيذ الخطة والمحددات التي تحيط بعمل الوحدة أو الفرقة, ومنهجية التنفيذ, ويتم القياس في هذا المستوى من خلال المشاركة في تنفيذ الخطة والمتابعة الميدانية للعمل, بعيداً عن أعمال التقييم اعتماداًَ على التقارير الورقية. ويركز المستوى الثالث في عملية قياس الأداء على العوامل الخارجية التي تربط الوحدة أو الإدارة أو الفرقة بوحدات أو إدارات أخرى, ومدى التعاون والتنسيق فيما بينهما لتحقيق الأهداف وتقديم الخدمات المحددة, دون إغفال لأهمية تقنية المعلومات في المساعدة في عملية التقييم والقياس لما لها من فاعلية في توفير المعلومات اللحظية والمتابعة الفورية لأداء المهام. ولفت المقدم د. مهندس القحطاني إلى أن أنواع المقاييس المستخدمة في آلية قياس الأداء لوحدات الدفاع المدني في الحج تشمل القياس الحسابي, بالاعتماد على الأرقام الحسابية في تقدير الجودة والإنتاجية وهو من المقاييس الواضحة والسلسة وإن كان يفتقر إلى بيان الميول النفسية والاجتماعية لدى المنتفعين من الخدمة, وهناك مقياس الاتجاهات والذي يعتمد على التركيز على مدى فاعلية المستفيدين من خدمات الدفاع المدني واتجاهات الأفراد العاملين بوحدات وفرق الدفاع المدني ومدى قناعاتهم بالعمل والإنجاز, ثم المقياس البياني والذي تتبلور من خلال النتائج على شكل خطوط بيانية أو أشكال هندسية وهو يفيد في الحكم الشامل على نوعية معينة من الأعمال في مراحل التقويم المتقدمة.