أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري أن الشراكة الطموحة بين المغرب ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنسجم انسجاما تاما مع التزامات المغرب وتعاقداته في إطار التوجه المنفتح والمتنوع لشراكاته القائمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقال الوزير المغربي في مداخلة امس أمام مجلس النواب المغربي حول علاقات المغرب بمجلس التعاون إن الخارجية المغربية وانطلاقا من الخطوات التمهيدية المشجعة التي تلت الدعوة الموجهة إلى المغرب حريصة على البدء في تعاون منسق ومنتظم مع جميع الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات الوطنية والهيئات المهنية المعنية لضمان نجاح بناء هذه الشراكة الطموحة.وأكد أن المغرب رحب بالمبادرة الوجيهة لقادة دول مجلس التعاون خلال قمتهم التشاورية في مايو المنصرم بالرياض انطلاقا مما تحمله من دلالات استراتيجية تعكس خصوصية روابط المغرب الوثيقة مع دول الخليج والقائمة على التضامن الفعلي والتشاور الدائم والتعاون المثمر وكذلك بالنظر لما تزخر به من إمكانيات وفرص مشتركة في انسجام كامل مع اختيارات المغرب الدستورية بما فيها انتماؤه الجيو - سياسي والحضاري والثقافي للفضاء المغاربي والتزاماته في نطاق جامعة الدول العربية. وبين أنه تم الاتفاق بين المغرب ودول التعاون على تشكيل مجموعة عمل تتفرع عنها «لجان متخصصة لدراسة مجالات التعاون والشراكة. كما تم التركيز على وضع «خارطة طريق» تؤسس لشراكة مؤسساتية متقدمة تنبني على قاعدة تبادلية المنافع وضمان المكاسب الداعمة لمشاريع وخطط الجانبين التنموية بما يعزز موقع المغرب كوجهة جاذبة للاستثمارات.وأفاد المسؤول المغربي أن هذه الشراكة المتقدمة من شأنها أن تسهم في تحقيق التكامل المنشود بين الجناحين الغربي والشرقي للعالم العربي وإقامة اندماج عربي حقيقي، فضلا عن عملها على «تكريس رصيد علاقات المغرب الثنائية مع دول الخليج التي شهدت نموا ملموسا في السنوات القليلة الأخيرة.