لايمكن الحكم على أي عامل بالأندية والوسط الرياضي إلا من خلال عمله وفكره وسلامة منطقه وفهمه الرياضي، وقبل يومين قدمت لنا القناة الرياضية نائب رئيس نادي الاتحاد المهندس أيمن نصيب بصورة حسبناها إضافة مهمة للرياضة السعودية وليس للاتحاد فقط، كان يتحدث بثقة ويجيب بمعرفة، ويبرر بواقعية، ويدافع من منطلق قوة الحجة لديه، تكلم عن واقع ناديه بصدق، ووضع النقاط على الحروف دون لف او دوران، وقدم للملتقى انموذجا جميلا في خلفيته الرياضية الجيدة التي تؤكد ان تعيينه نائبا للرئيس لم يأت من فراغ، انما لأنه من بيت رياضي ويملك تصورا رياضيا جميلا فضلا عن تأهيله الاكاديمي وتخصصه في تخطيط المدن ومتابعته الجيدة لأوضاع الوسط الرياضي. لم يهتز امام الاسئلة التي طرحها الزميل بدر الفرهود في برنامج الدليل القاطع، كان يجيب باختصار وبعبارات واضحة محددة، لم ينجرف باتجاه القاء المسؤولية في الخروج الاسيوي والسلبيات الموجودة بعيدا عن الادارة التي يعمل بها، انما قدم المبررات وأتى بالادلة، لم يغدق المديح على اسماء لا تستحق من باب المجاملة، ولم يحاول التقليل من جهود الاشخاص الذين خدموا (العميد) خلال الفترة وقادوه للبطولات وليس للبهرجة الاعلامية. كانت اجاباته تنطلق من معرفة كاملة بما يحدث في أروقة النادي الثمانيني والمحيط الرياضي ككل، وتفاهمه الكبير مع الادارة واعضاء الشرف المؤثرين والواقع الذي كان يعيشه (العميد)، وعلاقته بلاعبيه وادراكه لما يدور في السر والعلن، كان المذيع يرمي عليه بعض الاسئلة بهدف اخراجه عن طوره على امل الخروج (بزلة لسان مثيرة) تحرك بعض المياه الراكدة، ومع هذا كان حاضر البديهة، وقوي الحجة، لم يدع شاردة ووارده الا واجاب عليها بهدوء وبعمق وابعاد لايفهمها الا من يقرأ ما بين السطور، ويحللها ويخرج بمفاهيم جميلة نحسب ان نصيف جسّدها على ارض الوقع في مقابلته التلفزيونية الممتعة، ولا غرابة ان يكون النجاح حليف إدارة الاتحاد التي يقودها العسكري الصارم والرجل المؤدب محمد بن داخل والمهندس المثقف ايمن نصيف الذي قدم لنا انموذجا اداريا مميزا فكرا وأدبا وتعليما وفهما رياضيا، ومثل هذه النماذج لو تكاثرت في الاندية والاتحادات الرياضية لما عشنا وقائع جر الرياضة الى التراجع المستمر الى ان استقرت في المركز الاخير في المنامة.