النقلة الجديدة في مسيرة الرياضة السعودية وخاصة كرة القدم بجميع هياكلها وعناصرها الأساسية وذلك بتنويع مصادر الدخل ليكون الاستدرار ثابتاً ليعطي إدارات الأندية الراحة النفسية والأمان والطمأنينة التامة ليعيشوا داخل أروقة النادي على أرضية صلبة بعيداً عن أساليب الاستجداء (والشحادة) المؤدية في تراكم الديون وأصبح العمل داخل إطار النادي مملاً ومرهقاً نفسياً إلى حد الزهق مما حدا بكثير من الكفاءات الرياضية المؤهلة علمياً وعملياً بالابتعاد عن مجال العمل الإداري نظراً لضعف القدرة المادية المعدومة لدى هذه الفئة الوطنية. ومنذ بدء مرحلة الاحتراف عام 1992م والتي صاحبها التسرع والارتجالية بعدم دراسة الاحتياجات المادية للصرف على بند مصاريف الأجهزة الإدارية واللاعبين وهي تجربة أعطت المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب قناعة بضرورة العمل على تحسين الأوضاع القائمة بتطبيق معالم هذه النقلة الجديدة والتي جاءات لتأخذنا إلى عالم الاحتراف الصحيح وهذا جزء من آمالنا وليس ذلك كل تطلعاتنا في ظل هذه القيادة الحكيمة التي تولي المجال الرياضي جل اهتماماتها وسعيها الحثيث لتكون في مصاف الدول الراقية والمتقدمة، وبقي على كل مسؤولي الأندية التفاعل مع كل هذه المعطيات الكبيرة والخيرة التي طالما انتظرناها لمدة سبع عشرة سنة جاءت محققة لبعض طموحاتنا وننتظر المزيد والمزيد. الحكام أقرت لهم حوافز مادية لم تكن في الحسبان إذ عليهم عليهم اليوم والكرة في ملعبهم أن يقدموا أعلى وأرقى المستويات لكي ينالوا هذه الجوائز المادية التي لم تكن ولا جزءاً منها في وقتنا إبان كانت المكافآت خمسون ريالاً تأتينا مرتين في الشهر حتى وصلت إلى اربعمائة ريال قبل اعتزالنا التحكيم. وكذلك عقود اللاعبين التي هي تفوق ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الثمانينات الهجرية. نحن الآن ننفرد بنظام تخصصي من بين كل دول العالم العربي في المجال الرياضي بهذه الأنظمة الاحترافية. بقي أن لا ننسى الأندية للدرجة الأولى والثانية التي تعيش تحت العوز لسد حاجة ومتطلباتها وذلك أسوة بأندية الدرجة الممتازة وأنا متفاعل بتحقيق هذا المطلب قريباً إن شاء الله. الدليل القاطع هذا البرنامج الرياضي الذي قدم آخر حلقاته الزميل الأستاذ بدر الفرهود والذي استضاف رئيس نادي أبها الأستاذ عبدلوهاب آل مجثل وحاصره بأسئلة ذكرتني بمحكم (المهداوي) في عهد عبدالكريم قاسم عندما كان يحاكم المدعو (الطبقجلي) ورفاقه. يحار الفهم في تفسير تلك الأسئلة التي تحمل في مضمونها أن هذا الرئيس يأخذ ولا يعطي وأنه يملك خزينة (قارون) ومفاتيح البنك الدولي حتى ضاق بهذا الرئيس المؤدب والمتفاني في خدمة نادية أن يقول له. تعال مكاني رئيساً وأنا أكون مكانك مقدماً حيث لم يبرز أياً من محاسن ومعطيات هذا الرجل الذي ينفق من جيبه مئات الآلاف كما ذكر. أهمس في أذن زميلنا المتألق الأستاذ (بدر) أن يكون منصفاً في طرح الأسئلة وفقك الله. * استاذ محاضر في قانون كرة القدم