بغض النظر عن أي مواقف بين نادي الاتحاد ورعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم "إن وجدت" والتي حاول ويحاول بعض الاعلاميين العزف على وترها وإيهام الرأي العام بأنها صحيحة، فما يحدث بهذا النادي العريق امر مؤسف ومزعج لجماهيره وكل من يشجعه ويميل معه منذ قصة الديون الشهيرة التي دعت الاتحاد السعودي ممثلا بلجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين برئاسة الدكتور صالح بن ناصر قبل خمسة اعوام لاصدار بيانه الأشهر، ويبدو ان هناك من اغرته الاضواء واخرون يظنون "النادي الثمانيني" -كما يطلق عليه محبوه- أحد املاكهم الخاصة حتى لو كانوا لايعرفون الانظمة ولايقرؤون اللوائح ويلمون بالشأن الرياضي، لذلك ارادوا البروز على حساب الكيان لو لفترة محدودة وزمن قصير من عمر "العميد"، والا بماذا نفسر ان يتقدم شخص مثل محمد فايز لرئاسة اعضاء الشرف، ثم يصرح عبر الاعلام بالدعم والتعاقد مع اللاعبين الاجانب وتسديد الديون واصلاح الخلل والنهوض بالنادي ونسيان تلك الحقبة التي عاشها الاتحاد بين مد وجزر ومناكفات اعلامية تبنت بعض المواقف ضد اشخاص، واصبحت اسلحة تلعب بها جهات خلف الكواليس لتحقيق مصالحها، ثم فجأة يكتشف هذا الرجل والمشجع الاتحادي المغلوب على امره ان النظام لايجيز له رئاسة اعضاء الشرف لأنه لم يكن منتخبا من الشرفيين الاتحاديين الذين يحق لهم التصويت على ذلك، أليس هذا دلالة على انعدام الخلفية الرياضية المطلوبة وشح الاطلاع على اللوائح والتأكيد على ان الرياضة اصبحت وسيلة للشهرة وبأي طريقة كانت؟. كيف فات على الرئيس الشرفي قراءة الأنظمة قبل تولي المهمة ؟ مشكلة الاندية والرياضة السعودية عموما وليس الاتحاد ان هناك أشخاصاً يلجون ابوابها دون ان يعرفوا اللوائح والانظمة، يظنون فقط ان الامر مقتصر على احتلال المنصب من تلقاء انفسهم دون العودة والاحتكام الى الانظمة، وللامانة فإننا من الناس الذين لم يعرفوا محمد الفايز الا خلال الفترة القليلة الماضية، وهذا يعني انه كان بعيدا عن الساحة الرياضية، وان بروزه السريع يعني انه قدم الى الاتحاد دون جهود واعمال تدرجية وفوق ذلك القناعة تامة من الاتحاديين بانتخابه رئيسا لهيئة الشرفيين، فلماذا يلوم الاتحاديون والإعلام الذي عانى منه النادي فترات طويلة واصبح يختار الوقوف مع هذا ويقف ضد ذاك رعاية الشباب ويتهمون اتحاد الكرة بالوقوف ضد ناديهم وهم الذين ابتليوا بشرفيين غير مطلعين على النظام الرياضي، كان من الافضل ان يعترفوا بالحقيقة أولا، وألا يذهبوا بعيدا عن واقع لا يريدون الاعتراف به، اما محاولة النيل من رعاية الشباب وتناول اتحاد الكرة على انهما اصبحا خصما للاتحاد فسيبعدهم كثيرا عن الحقيقة، والمتضرر في نهاية الامر هو نادي الاتحاد الذي لو تركه بعض الاعلاميين في حالة دون ان يصبحوا أوصياء عليه، ومطالبين بأشخاص ورافضين لآخرين لانتعشت أوضاعه وتغيرت احواله الى الافضل وعاد اليه رجاله الحقيقيون الذين يبدو انهم ادركوا ان الساحة لم تعد تستوعبهم ففضلوا الابتعاد والانزواء في زاوية المراقبة عن بعد دون ان يحركوا ساكنا. وحتى نكون منصفين فإن رعاية الشباب تتحمل مسؤولية كبيرة ليس تجاه الاتحاد فقط انما تجاه الكثير من الاندية بسبب سماحها لبعض الاشخاص بالظهور عبر الاعلام كمنقذين لها دون أن تنطبق عليهم شروط العضوية الشرفية ودخول العمل الاداري فيها فيأخذون فترة طويلة بالتصريحات التي تشوش على هذه الاندية وتدغدغ مشاعر الجماهير وتلهب حماسهم واحيانا تتجاوب معها على اعتبار ان هؤلاء بيدهم عصا موسى لانقاذ الاندية من اوضاعها المتدهورة، بينما هم مجرد اسماء جاءت للبحث عن حزمة ضوء دون ان تنبه عليهم رعاية الشباب بعدم سلك مثل هذه الاساليب، ولنا في محمد فايز الذي بقي فترة طويلة يصرح ويعقد الاجتماعات مع الادارة الاتحادية برئاسة اللواء محمد بن داخل ثم الادارة المكلفة برئاسة ايمن نصيف العبرة والاهتداء الى الطريق الصحيح والعمل المناسب، والايمان بأن التصريحات واعتلا المنابر وعقد الاجتماعات والحديث بالوعود لاتعني ان كل شخص مؤهل لتحقيق الاماني، فربما هو جاء لغرض الشهرة التي اذا حققها غادر المكان دون ان يكون له بصمة ايجابية الا على نفسه من حيث الأضواء.