اعجبتني كثيرا شفافية الامير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وهو يقتنص ظهوره في برنامج "واجه الصحافة" على قناة العربية ليتحدث بتواضع وهدوء عن اسرار اللقطة الشهيرة على موقع " يوتيوب" اثناء استقبال سموه للمعزين في فقيد الوطن الامير سلطان يرحمه الله. الكل فسر ظروف تلك اللقطة، الكل تحدث عنها باسهاب، الكل اجتهد حتى للبحث عن صفحة صاحب اللقطة الشهيرة على الفيس بوك مثلا، عصر السرعة نعيشه، الامر حاليا الغى المثل المصري الشهير "يا خبر اليوم بفلوس، بكره ببلاش"، لم يعد لهذا المثل مكان من الاعراب، ولكن من الكاسب الاكبر في عصر المعلومة السريعة جدا، انها الشفافية وحدها، لان الجميع الان يحرك الاعلام وليس العكس، الاشارة للقطة قد تمر مرور الكرام سابقا لا يحتاج سوى لاشارة على "تويتر وفيسبوك" وبكلمات احيانا لا تتجاوز حروفها ال 140 حرفا وليس كلمة!! تعليق الامير مقرن انتشر بعد لحظات، الكل ابدى ارتياحه واعجابه بعفوية الامير ونبله، تخيل وان هذا الكلام من رجل يرأس جهاز حساس ومخيف داخل كل دوله، ولكن ذلك غير موجود ولله الحمد لدينا، شخصيا اذكر انني اثناء مهرجان الجنادرية اخذت تصريحا من سموه مع عدة صور ببساطة ومن دون تعقيد، واسهل من محاولتي لنيل هذا الامر من مسئول صغير، وهنا تكمن الفروقات. حتى اعلان تولي الامير نايف بن عبدالعزيز لمنصب ولي العهد كان بصورة شفافة اعلاميا، واعلانا مسبقا عن موعد الاعلان الاهم لدى السعوديين، الامر ليس بالبساطة لوطن الكل يحاول ان يؤلف حوله او احيانا الاصطياد بالماء العكر، عشنا كسعوديين اسبوعا حزينا ونحن نودع الامير سلطان، وعشنا كذلك زهوا لا يقارن ودرسا انسانيا ثمينا قدمه لنا وبعفوية انسانية نادرة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله وهو يتحامل على نفسه ويصر وبموقف انساني مهيب لاستقبال اخيه الراحل وتوديعه، كانت مشاهد عجزت الكلمات عن وصفها، وكانت لحظات استصعبت على الانفس مجرد متابعة مسيرتها السريعة، فرغم الاحداث الكبيرة حولنا كنا كوطن في مقدمة الاحداث، كانت الشفافية حاضرة بكل تفاصيلها، والعفوية المتخمة بالكم الانساني العظيم متسيدة على الواقع بكل تفاصيله. لم تتح الفرصة مطلقا لبائعي التحليلات والكلمات على الفضائيات للغمز واللمز وتحليل مستقبل النظام السياسي بالمملكة، كانت الامور سلسة، وكانت الهيبة الملكية مكسبة الوضع وقاره، تهاني واشادة كبار اصحاب السمو الملكي الامراء بتعيين الامير نايف بن عبدالعزيز كانت حاضرة وبوضوح اعلاميا، كان اسبوعا تاريخيا لنا، عشناه متشاركين بكل تفاصيله، فقدان الامير سلطان يرحمه الله كان حاضرا بكل احاسيسنا، ومبايعة الامير نايف يحفظه الله كانت بقلب كل واحد منا، وحبنا وولاؤنا للملك الانسان عبدالله بن عبدالعزيز تاج نزهو به على رؤسنا. الاعلام الجديد بكل تفاصيله عاش معنا الحدث الاهم، والتعامل الواقعي والشفاف كان الابرز والنجم في خضم هذه الاحداث، وهنا ومن وجهة نظري الخاصة لابد ان اشير باحترام للاذاعات المتنوعة لدينا لانها بالفعل كانت عبر الاثير مع الحدث.