كلمة منهج تعني الطريق، وهي مرادفة لكلمة النهج، ولكن وزارة التربية والتعليم لا تستخدمها بهذا المعنى، بل إنها تشير لديها إلى المادة التعليمية التي تدرس في كل مادة من مواد الدراسة أو بالانجليزية Coreculum، وبالطبع هذا الخطأ في الاستخدام يثير نوعا من البلبلة واضطراب الفهم، ولكن هكذا جرى الاستعمال والعادة، ولهذا فسأستخدمها بهذا المعنى، ولو أن الأفضل أن نستعمل بدلها كلمة المقرر، والداعي لهذا الحديث هو تصريح سمو وزير التربية والتعليم الذي ينص على أن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم يمثل الأمل والنقلة الحديثة لتطوير برامج التعليم والمناهج وتدريب المعلمين، وقد تكلمنا عن كلمة المناهج فما الذي تعنيه كلمة البرنامج؟ هل هي مجموعة (المناهج) التي تدرس، أم هي أسلوب التعليم نفسه؟، على أنني لن أخوض في هذه المسألة الآن، ونعود إلى كلمة المناهج أو المقررات فقد صرح الأمير أن مناهج الدراسة في السابق تأثرت ببعض المعلمين الذين جاؤوا للمملكة بأفكار دينية (معينة) وأنها (أي المناهج) أضحت آنذاك ضحية لأفكار أولئك المعلمين والتيارات التي استخدمت الدين في خلخلة مفاهيم الإسلام السامية، والمنهج يحتاج إلى خمس سنوات لينفذ، ويقوم في غضون ثلاث سنوات. والحقيقة أنني لم أفهم هذه العبارة، ولعل الناقل للحديث لم ينقله بدقة، ولكن هل نفهم منها أن تغيير المناهج يحتاج إلى خمس سنوات، إنها مدة طويلة ومعناها أن المناهج القديمة ستظل تدرس خمس سنوات أخرى، وهذا وضع خطير، وسنخرج طلبة ذوي أفكار غير سوية، وهو ما يجب أن نتلافاه وليس ذلك بعسير لو صح العزم وتضافرت الجهود وتسابقنا مع الزمن.