في جدل الأيام اللا وعي الذي يدور هنا وهناك هذه الفترة في أروقة المدارس وإدارات التربية والتعليم حول مشروع التطوير الشامل للمناهج هذا المشروع الرائد والذي ظهر إلى السطح من خلال طرق علمية مدروسة وليس كغيره من المشاريع السابقة الارتجالية والتي ما لبثت أن توارت في خجل دون جدوى وبخسائر مالية غالباً ما تكون عالية بينما مشروع التطوير الشامل للمناهج اتبع القائمون عليه السبل العلمية والدراسات المستفيضة لأكثر من اثني عشر عاماً تدرج خلالها في خمس مراحل كانت الأولى بين عامي 1419-1422ه حيث تم دراسة الواقع والتهيئة والإعداد والتخطيط للمشروع الشامل ثم تلتها مرحلة تحديد كفايات المعلمين وبناء الخطة الدراسية وإعداد وثائق المنهج بين عامي 1422-1425ه بعدها جاءت الخطوة الثالثة من خلال تدريب المؤلفين وإعداد وتأليف المواد التعليمية وتوصيف وإعداد المواد المصاحبة خلال الفترة من عام 1425-1428ه بعدها كانت فترة التجريب الأولى للمواد التعليمية وتقويمها وتطويرها وتهيئة الميدان للتجريب بمشاركة قطاعات الوزارة ثم تلتها مرحلة التعميم لمنتجات المشروع على مدارس المملكة بعد انجازها في المرحلة الرابعة والحكم عليها من خلال نتائج التطبيق التجريبي والتي بدأت هذا العام الدراسي 1431-1432ه والمتابع لهذا المشروع يجد بأن كل مرحلة من مراحله قد أخذت وقتاً كافياً للدراسة والتحضير مروراً بالتجريب والإقرار اعتقد جازما بأنه لم يقل عن ثلاث سنوات حيث اخذ المشروع في مجمله 4500 يوم ليصلنا بشكله الحالي وهذا يؤكد بوضوح مطلق على أهمية التخطيط المدروس والاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية ولاشك بان مراحل هذا المشروع الإلحاقية ستتوالى في سبيل إكمال تطوير المناهج الأمر الذي سيعطي قدراً تربوياً وتعليمياً رائداً لجيل المستقبل من خلال المناهج المطورة وهذا بدوره يضع الكرة بكامل محيطها في مرمى المعلمين فإما أن يطوروا من قدراتهم من خلال الاستفادة من البرامج المساندة التي أعدتها الوزارة لتفعيل هذا المشروع ميدانياً والتي تمثلت في برامج تدريبية وحقائب ومشاريع تطبيقية تخدم المشروع وكذا الاستفادة من المراجع التربوية والتعليمية التي تصب في هذا السياق ولا مانع من الاستعانة بالجد قوقل وأبناء عمومته في الاطلاع على تجارب الآخرين وأعمالهم في هذا الميدان وهنا فليسمح لي أساتذة التربية بأن اهمس في أذن الوزارة على الملأ بان كوادرها التعليمية ومعلميها بوجه عام بحاجة ماسة لمشروع تطوير مدروس مماثل لتطوير المناهج فبعض المعلمين ما زال أمياً في استخدام التقنية الحديثة وفي جانب آخر يحتاج إلى جرعات تربوية حديثة في إدارة الصف والإعداد للدرس وغيرها ولا شك بان الميدان التربوي مليء بالغث والسمين ولكن أصدقكم القول ومن ارض الميدان بان السمين أصبح عملة نادرة بما تعنيه هذه الكلمة من معان فلعل الوزارة تنقذ ما يمكن إنقاذه عاجلاً غير آجل. * تعليم محايل