رحل الأمير الفاضل، السخي، القائد الكريم والمحبوب بين أهله وشعبه والأمة العربية جمعاء والإسلامية قاطبة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. هو الرجل، وهو القائد في موقعه الكبير كولي لعهد خادم الحرمين، هو بحد ذاته تاريخ وقصة كبرى من قصص التأسيس في هذا البلد. وهو التاريخ السياسي والإداري والاجتماعي والعسكري والإنساني المعروف بقصصه التي تعد من أعظم وأغزر القصص التي تروى في مستقبل الأجيال القادمة ولكل مهتم بالشأن السعودي وتاريخ قادته. فقد تميز المغفور له بإذن الله، بأنه كان من أهم المؤسسين للمملكة العربية السعودية، فقد تولى أول منصب له في الحكومة وهو في ريعان الشباب، حيث ولاه والده الملك عبدالعزيز إمارة الرياض سنة 1366 هجرية، ومن حينها وهو ينتقل من موقع إلى موقع ومن مجال إلى مجال، والبلد ينشأ ويتطور ويتقدم. لقد كان - رحمه الله - أكثر من قائد ومؤسس بل كان يتميز بالخصائص والمميزات التي أهلته لأسر قلوب شعبه وقلوب العرب والمسلمين لما قدمه من مساعدات لهم وعلى كافة الأصعدة والميادين، فتارة في مجال التعليم وتارة أخرى في مجال الصحة وتارة في المجالات التي تعنى وتهتم بالشؤون الإسلامية الفقهية والعقائدية، فخصص الجوائز وقدم الهدايا دعماً ومساندة وتشجيعا للطلبة والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة ليس فقط في بلده بل تعدى الأمر للبلدان العربية والإسلامية، والكل دعى له والكل حزن لفراق هذه الشخصية الغراء. فالناس في المملكة سارعت وبدأت تتذكر مواقفه ووقفاته في الجانب الخيري في شخصية الراحل، وكيف كان يسارع للعطاء والبذل ليسبق غيره، وكذلك في جوانب لا تقل أهمية في شخص الراحل، وهي جوانب مهمة في التاريخ الإسلامي والاداري والسياسي، حيث يعد رحيل رجل بقيمة سلطان بن عبدالعزيز ليس حدثاً عادياً، وليس مجرد مناسبة للرثاء وترديد كلمات التعازي المعتادة، مع أهميتها الإنسانية، بل هي مناسبة في تعزيز الانتماء للبلد، والتذكير بخصائص وخصال النبل والعنفوان كما أن هذه المناسبة هي تأكيد على اعتزازنا بقادتنا وأولياء أمرنا، وهي تأكيد أيضاً على مدى فقداننا لهذا الإنسان، فقد بكاه القريب ونعاه البعيد وكلهم اجتمعوا في عزاء المغفور له إن شاء الله والكل تضرع للمولى بأن يوسع عليه قبره ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، فرحمك الله وغفر لك إن شاء الله.