أكد مشاركون في أشغال المؤتمر الدولي الأول حول موضوع المياه والبيئة، يوم الأربعاء الماضي بمراكش، على ضرورة ترشيد وعقلنة استهلاك الموارد المائية والحفاظ على الموارد الطبيعية وممارسة أساليب حضارية في التعامل مع المياه وتكييف العادات اليومية مع الحلول العملية التي تقدمها الدراسات والبحوث العلمية في هذا المجال. وأوضحت تدخلات، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى الدولي، المنعقد تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس في الفترة ما بين 26 و29 أكتوبر الجاري، أن توعية المستهلك بأهمية الموارد المائية أصبح مطلبا حيويا لضمان التنمية المستدامة في كافة المجالات الصناعية والسياحية والفلاحية. واعتبرت تدخلات أن دور البحث العلمي يكمن في إيجاد وسائل وآليات تمكن من تدبير الماء بكيفية عقلانية، موضحين أن الماء أصبح على المستوى العالمي موردا نادرا، وذلك بالرغم من كون هذه المادة الحيوية متوفرة بكل أرجاء المعمورة. وحذرت مداخلات أخرى من أن الماء الذي يستعمله الإنسان أصبح نادرا نظرا للتحولات المناخية التي تؤثر على دورة المياه والأنشطة المكثفة التي يقوم بها الإنسان داخل محيطه البيئي، حيث يستعمل الماء بكيفية غير عقلانية مما يترتب عليه ضياع كبير للموارد المائية لأن الطرق المستعملة لاستغلال هذه المياه لا تتلاءم مع القواعد البيئية. وأوضح متدخلون أن الدورة الأولى لهذا المؤتمر تروم تشجيع الكفاءات وبناء القدرات وتشجيع البحوث والابتكار وتعزيز شبكات تبادل المعارف والتعاون بين العلماء والباحثين المتخصصين والمهنيين في مجالات الماء والبيئة، مبرزة أن جامعة القاضي عياض التي تحتل مكانة رائدة على المستويين الوطني والدولي في مجالات البحث في المياه والبيئة تعمل من خلال تنظيم هذا الملتقى الدولي على إبراز الجوانب المتعددة للبحث العلمي في تدبير الموارد المائية وتشجيع الباحثين الشباب في هذا الميدان لكسب تجارب وخبرات دولية والبحث عن حلول وآليات من أجل اعتماد حكامة جيدة في تدبير الطلب لاستغلال أفضل للموارد المائية. وشارك في أشغال هذا المؤتمر الدولي الأول، الذي ناقش مواضيع تهم الإدارة المتكاملة للمياه والأمن المائي وتأثيرات التلوث والتغيرات المناخية على المياه والتكنولوجيات الحديثة لمعالجة المياه العادمة وتأثير الأزمة المالية العالمية، حوالي 300 باحث يمثلون مختلف دول العالم.