لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – وقفات سامية ولافتة مع الأيتام ، مما جعل الحزن يسيطر على قلوبهم إثر وفاته ، فقد كانوا يرون فيه الأب الذي فقدوه ، وولي الأمر الذي يتتبع احتياجاتهم ويقضيها . المدير العام للإشراف النسائي الاجتماعي لطيفة أبو نيان رفعت خالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين في عضيده فقيد الأمة العربية و الإسلامية و ليس الوطن فقط صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، و إلى جميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وقالت " إن الأمير سلطان صاحب الأيادي البيضاء على جميع الفئات التي ترعاها وزارة الشؤون الاجتماعية و داعما لكل برامجها و خاصة المجال الخيري سواء في رعاية و تأهيل المعاقين أو الأيتام ذوي الظروف الخاصة فقد كان -رحمه الله- يعتمد مبالغ العيدية في عيدي الفطر و الأضحى لكل مقيم داخل الدور الاجتماعية من الأيتام على مستوى المملكة، ويتسلمها الأيتام مباشرة ليشعروا فيها بمعنى العيد، و يتم ذهابهم مع أخصائياتهم أو المسؤولات عنهم لشراء ما يريدون في أيام العيد، و قد خصصوا احتفالهم بيوم اليتيم العربي قبل عامين ليكون بعنوان (بابا سلطان في قلوبنا) على شرف صاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت سلطان و أعلنت فيه تبرعا سخيا لهم، و له رحمة الله الفضل في توفير الإسكان لعدد من أبنائنا الأيتام المتزوجين بلغ ثلاثين أسرة. و قد حوى منزله عددا من الأيتام كفلهم و تابع توفير كل ما يحتاجونه في حياتهم و مستقبلهم و مهما تحدثنا فلن نوفيه حقه تغمده الله بواسع رحمته و جعل ما قدم من أعمال خير في موازين حسناته و له في قلوب الجميع مكانة لن تنسى و ستبقى أعماله الخيرية شاهدة و حاضرة في كل وقت". الأيتام جسدوا حزنهم في كلمات سطروها لنعي سلطان القلوب ومن جانبها قالت رئيسة قسم الأيتام في وزارة الشؤون الاجتماعية سمها الغامدي " فقد أبناءنا الأيتام المقيمين في الدور الاجتماعية في هذه الأيام أباً مثَل لهم كل معاني الأبوة في إقراره لهم منذ أكثر من خمسة عشر عاما مبالغ كعيدية لكل فرد منهم صغيرا أو كبيرا حتى من كان منهم في أيامه الأولى من العمر , إنه والدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته , حيث كان لنبأ وفاته وقعا قويا في نفوس الأيتام و قد اعتادوا أن يكون للعيد طعما بعيدية بابا سلطان سواء عيد الفطر أو الأضحى المبارك فكانوا يدعون له في كل وقت لما تلك العيدية من أثر نفسي لا يشعره إلا من شاءت مشيئة الله بأن تحرمه من الشعور بمعنى العائلة في يوم العيد , فكانوا بمجرد انتهاء صلاة العيد يتسابقون على أخذ هذه العيدية التي مثلت لهم بعدا كبيرا في إحساسهم بأنهم مثل أقرانهم في بيوتهم و أسرهم الطبيعية – و هذا الأمر لمسناه عن قرب في العديد من مناسبات الأعياد". ومضت قائلة "ولوالدنا سلطان رحمه الله أثر آخر مع الأيتام حيث تبرع بمبلغ من المال منذ حوالي ثماني سنوات استثمرته صاحبة السمو الأميرة سارة بنت محمد حفظها الله في تمليك منازل للأيتام المتزوجين والمستقرين في ذلك الحين و قد بلغت أكثر من 24 منزلا ساعدتهم على الاستقرار و الشعور بالأمان الأسري لهم و لأبنائهم الصغار فكانت خطوة حققت حلما صعب المنال بالنسبة لهم لضعف إمكانياتهم المادية و ساعدتهم على المثابرة و الحرص على بناء مستقبل واعد . و من أجل هذا خصص أبناؤنا احتفالهم يوم اليتيم العربي قبل عامين أن يكون بأبيهم سلطان الخير – رحمه الله- فسطروا لوحات إبداعية شعرا ومسرحا ورسما بعبارات صادقة من قلوبهم وقدموها له عرفانا منهم بعظيم الامتنان لما قدمه لهم من لمسات كان أثرها بالغا في نفوسهم و إشعارهم أن الله عوضهم ،باسم كل يتيم عرفت شفاهه البسمة في يوم العيد فرحا بالعيدية و باسم كل من احتواه منزل كان سكنا و راحة له نرفع عزاءنا لمولاي خادم الحرمين الشريفين في وفاة أب الأيتام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز و لعائلته الكريمة. داعين الله أن يسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان ". طفل يحمل صورة الملك عبدالله والأمير سلطان على صدره وعبرت دلال عبد المعطي إحدى المستفيدات من دعمه لإسكان الأيتام بعد زواجها عن ألمها برحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، فقد كان صاحب الأيدي البيضاء على الأيتام ، وكان سبب الاستقرار في بيوتنا . وقالت " ألمنا اكبر من الكلمات " . الأيتام افتقدوا يداً معطاءة وقلباً كبيراً