عبر عدد من أيتام اليمن في حديث ل «عكاظ» عن حزنهم الشديد على فقدان من وصفوه بالأب الحنون الذي امتدت أياديه البيضاء إليهم في هذا الشهر (أكتوبر)، من كل عام لتتلمس احتياجاتهم وتساعدهم في إكمال نصف دينهم. وقال أحمد خالد المعمري (أحد المتزوجين على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يرحمه الله، العام الماضي) وهو يحتضن ابنه ذا الثلاثة أشهر: «لم يكن الأمير سلطان والدا لشخص أو شخصين، بل أنه أب لآلاف البشر. ومنهم نحن اليمنيين فحزننا كبير لا يمكن وصفه لرجل قلما نجد مثله في زمننا، فرحيله خسارة للعالم بأجمعه واليمنيون على وجه الخصوص». وأضاف: «يا بابا سلطان إن غيبك الموت عنا فأنت حي في قلوبنا وقلوب أبنائنا الذين، بفضل الله ثم فضلكم، تمكنا من إنجابهم. فأنت لا سواك من وقف معنا وساندنا في تحقيق حلم لم نكن نفكر بأننا قد نحققه؛ لما نعانيه من حالة معيشية سيئة في بلادنا. أسأل الله أن ينزلك منزلا طيبا، وأن يسكنك الفردوس الأعلى في الجنة»، مبينا أنه تزوج في حفل المنتدى الثالث لليتيم في شهر أكتوبر العام الماضي 2010م على نفقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز. كما أن منير منصور القرماني اليتيم الذي تزوج من يتيمة في الدفعة الثانية عام 2009م على نفقة ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، قال وهو يحتضن أبناءه التوأمين (بكر وبكيل): «فقدت أبي وأمي وأنا طفل فلم يكن الحزن مثل حزني على فقدان من كان الأب والراعي لنا في مؤسسة اليتيم في اليمن، ووقف معنا في أشد وأحلك الأزمان. فيا والدنا ستظل سلطان قلوبنا فحزننا كبير بفقدانك، ولكننا ندعو الله أن ينزلك منزلا صالحا مع الصديقين والشهداء الصالحين». وأسهب: «الأمير سلطان الخير نسمعه ونستشعر أعماله في كل لحظة، وخاصة حينما ندخل منازلنا ونسمع كلمة بابا من أبنائنا الذين، بفضل الله ثم بدعمه السخي، جعلنا نسمع تلك الكلمات الجميلة التي تمنينا أن نقولها لآبائنا الذين فقدناهم في طفولتنا». وليس القرماني وحده من تزوج بدعم من الأمير سلطان، فهناك أكثر من أربعة آلاف حكاية، ومعاناة قضت عليها تلك اليد البيضاء السخية التي امتدت من بلد الحرمين، يد سلطان الخير واستبدلتها بالسعادة والفرح، ومنهم مروان غلاب، يوسف الكدح، إبراهيم المزجاجي، عباس السلمي، عبدالرحمن المحيا، عبدالله شائع، ردمان المراني، وغيرهم من اليتيمات والأيتام الذين لم يكتف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، يرحمه الله، بالتكفل ليس بتكاليف عرسهم الجماعي فحسب ،بل قدم لهم مبالغ مالية تساعدهم في شراء مستلزماتهم الخاصة. وقال نائب مدير عام مؤسسة الأيتام فوزي الجعدبي ل «عكاظ» إن رحيل الأمير سلطان فاجعة كبيرة وتعجز القلوب عن التعبير عن مدى حزننا والمواقف الخيرة للأمير والدعم المتواصل لشريحة الأيتام في المجتمع اليمني. وأضاف: «جميع منتسبي المؤسسة من الأيتام يشعرون بالحزن البالغ ويسألون الله أن ينزله الفردوس الأعلى في الجنة. فالأمير الراحل حي في قلوب كل يتيم كونهم على ثقة أن يد والدهم ستظل إلى جانبهم، وستمسح عن عيونهم دموع الحزن واليأس وتستبدلها بدموع الفرح والسعادة، فخيره تعجز الأقلام والألسن عن حصره، فليرحمة الله».