يعتبر سرطان الثدي من أكثر الأورام السرطانية شيوعا لدى النساء في المملكة العربية السعودية. كما أنه يمثل الاغلبية ضمن الحالات المحولة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي سنويا. تشير الدراسات الإحصائية للسجل الوطني للاورام بالمملكة إلى ان حوالي (32%) من اورام الثدي الخبيثة يتم تشخيصها في نساء أعمارهن اقل من 40 عاما. وان اغلبية اورام الثدي (55%) يتم تشخيصها في نساء اعمارهن ما بين 40 او 60 عاما وتقل نسبة تشخيص المرض إلى (13%) في النساء اكثر من 60 عاما. كما تؤكد الاحصائيات ان حوالي (42%) من أورام الثدي يتم تشخيصها في مراحل اولية (المرحلة الاولى والثانية) وان (48%) من الحالات يتم تشخيصها في مراحل متقدمة (المرحلة الثالثة والرابعة ). ونظرا لشيوع المرض حول العالم فقد كان محل الكثير من الابحاث والدراسات الاكلينيكية المقارنة مما ساهم في تحسين نتائج العلاج على مر السنين . يتلخص علاج اورام الثدي الخبيثة في ثلاث مراحل اساسية : اولهم واهمهم هي الجراحة خاصة في المرحلة الاولى والثانية (حجم الورم اقل من 5سم مع عدم وجود انتشار عمومي) . هذا وقد اثبتت الدراسات المقارنة أن الجراحة التحفظية عن طريق الاستئصال الموضعي للورم واستئصال الغدد اللمفاوية تحت الابط مع العلاج الاشعاعي تؤدي إلى نتائج متماثلة للاستئصال الجذري للثدي والغدد اللمفاوية .ولكن يجب الاشارة إلى ان العلاج الجراحي التحفظي لا يصلح لكل الحالات ويجب اختيار الحالات الملائمة لهذا النوع من الجراحة بحرص شديد وبعد عمل الفحوصات التشخيصية اللازمة للتأكد من عدم وجود اورام اخرى بالثدي. المرحلة الثانية من العلاج تتمثل في العلاج العمومي (الكيميائي +/- الهرموني +/- البيولوجي) ويتم وصفه حسب مرحلة المرض والمؤشرات والدلالات المختلفة لخلايا الورم . اما المرحلة الثالثة من العلاج فهي عن طريق العلاج الاشعاعي وقد اثبتت الدراسات ان العلاج الاشعاعي وهو علاج موضعي يحسن من نتائج الشفاء عن طريق تقليص فرصة رجوع المرض موضعيا خاصة ما بعد الجراحة التحفظية في الحالات الاولية من اورام الثدي . بعد شرح واف ومبسط للمريض عن طرق العلاج الاشعاعي واعراضه الجانبية الحادة والمزمنة, تأتي مرحلة التخطيط وهي اهم خطوة في العلاج الاشعاعي. حيث يتم تصوير المريضة في وضعية العلاج بالاشعة المقطعية (ct scan) من هاسفل الرقبة حتى اعلى البطن ويتم اخذ قياسات دقيقة لضمان اعادة المريضة في نفس الوضعية للعلاج يوميا اثناء العلاج الاشعاعي .يتم نقل الصور المقطعية الكترونيا إلى جهاز التخطيط العلاجي حيث يتم تحديد منطقة الثدي والغدد اللمفاوية والاعضاء الحيوية المحيطة بالثدي (كالقلب والرئتين) , ويقوم الطبيب المعالج بتحديد موضع الورم بالاستعانة بالفحوصات التشخيصية التي تم عملها قبل الجراحة , واختيار الاتجاهات المثلى للاشعاع لضمان علاج الثدي المصاب بجرعة كافية من الاشعاع مع عدم وصول جرعات ضارة للاعضاء الحيوية المحيطة. وتسمى هذه الطريقة بالعلاج الاشعاعي الثلاثي الابعاد والتي تم استخدامها مؤخرا في علاج اورام الثدي . وبعد الانتهاء من مرحلة التخطيط يتم مراجعته من قبل الطبيب المعالج والموافقة عليه. يبدأ العلاج الاشعاعي هو علاج يومي لمدة ستة اسابيع , خمسة ايام بالاسبوع. المرحلة الاولى من العلاج وهي تهدف لعلاج الثدي كليا بالاشعاع مدة خمس اسابيع ثم المرحلة الثانية وهي تهدف التركيز بالاشعاع على مكان الورم (لايصال جرعة اعلى لضمان عدم ارتجاع الورم) مدة اسبوع. يتم تصوير المريضة في وضعية العلاج على جهاز العلاج الاشعاعي اسبوعيا ومقارنة الصور الالكترونية بالتخطيط الاساسي للمريضة والتأكد من تماثلها. يتم مناظرة المريضة بالعيادة اسبوعيا اثناء العلاج الاشعاعي لملاحظة مضاعفات العلاج ووصف الادوية اللازمة. ومن الطرق الحديثة للعلاج الاشعاعي (والتي ما زالت في طور البحث والدراسة الاشعاع الموضعي لمحل الورم مباشرة ما بعد استئصال الورم بغرفة الجراحة حيث يتم توجيه الاشعاع عن طريق المعجل الخطي لتجويف الورم ويتم اعطاء جرعة واحدة مكثفة من الاشعاع موضع الورم. الجدير بالذكر ان هذه الطريقة تستخدم في حالات محددة يتم اختيارها بتدقيق شديد ولازالت طور الدراسة البحثية لاثبات فاعليتها قبل ان تعمم كطريقة علاج اورام الثدي. * قسم العلاج الاشعاعي