أتقدم بالعزاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين في أخيه وولي عهده الأمين. والعزاء لسمو سيدي النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نائف بن عبدالعزيز. والعزاء لسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الرجل الذي سطر اروع امثلة الوفاء في العصر الحديث ، لسموه منا الشكر والعرفان لقاء وقفته مع أخيه ولي العهد ومرافقته له المستمره طيلة فترة علاجه رحمه الله . والعزاء لأصحاب السمو الملكي ابناء الفقيد رحمه الله الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني والأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك والأمير فيصل بن سلطان والأمير تركي بن سلطان والأمير سلمان بن سلطان وجميع ابناء وبنات المغفور له بإذن الله. اسأل الله ان يغفر له وان يجبر عزاء الاسرة الحاكمة والشعب السعودي في فقدان ولي العهد الأمين سلطان الخير. إنا لله وإنا إليه راجعون. الى جنة الخلد ابا خالد. في مثل هذه الظروف لا يستطيع المسلم الا ان يقول إنا لله وإنا اليه راجعون ، ان المصاب جلل فقد فقدت الامة الاسلامية والعربية والوطن السعودي احد اركانها الذين تستند عليهم في الظروف العصيبة. رحمك الله ابا خالد لقد سطرت طيلة حياتك ملاحم الكرم والوفاء والاخلاص في العمل تجاه امتك الاسلامية وشعبك السعودي. رحمك الله ابا خالد لقد كنت عونا للفقير واباً لليتيم وسنداً للمحتاج ايا كانت حاجته. رحمك الله ابا خالد لقد وضعت الأسس للإدارة السعودية وكنت مثالا يحتذى به في تحمل المسؤولية والصدق في القول والعمل، لم انس ولن ينسى الشعب السعودي وقفاتك البيضاء المشرفة في المحن والصعوبات، بجانب ما يقوم به رحمه الله من اعمال رسمية على مستوى الدولة داخلياً وخارجياً لم يغفل يوما واحداً عن واجبه الانساني تجاه مواطنيه. تشرفت بالعمل مع سيدي ولي العهد رحمه الله وانزله مع النبيين والابرار منذ عام 1413 ه حيث كنت مرافقاً لسموه، كان يجلس كل يوم سبت للمواطنين ويتفقد حاجاتهم ويقضي فيما يحتاجون بصدر رحب، لم أره يوما عابسا في وجه انسان ، بل تسر الناظرين ابتسامته حتى في اشد الظروف.كان أبو خالد كالأب مشجعاً لمن حوله ومسانداً لهم، بعد ما عملت عسكريا مرافقا لسموه حصلت على الدرجة الجامعية ، كافأني رحمه الله بابتعاثي للحصول على الدراسات العليا في الولاياتالمتحدةالامريكية، وخلال دراستي وتواجدي في الولاياتالمتحدةالامريكية لم ينقطع سؤاله عني ودعمه لي ماديا ومعنويا، حيث كان له الاثر الكبير بعد الله سبحانه وتعالي في اصراري وعزيمتي للحصول على الماجستير ومن ثم درجة الدكتوراه. ولم أكن وحدي الذي حصل على مثل هذا الدعم بل هذا ديدنه مع منسوبي وزارة الدفاع في دعمهم للحصول على اعلى المراتب العلمية والتدريبية. عرفت الكثير من الزملاء سواء في خارج او داخل المملكة من شملهم كرمه ودعمه اللامحدود للتطوير العلمي والاداري في كافة المجالات. رافقت سموه رحمه الله قرابة العشرين عاما كان خلالها الرجل الشامخ باخلاقه ودينه وتواضعه، كان رحمه الله مدرسة في عمله مدرسة في مجلسه مدرسة في نهجه وسيرته مخلصاً ومحباً لهذا الوطن ولامته ودينه الاسلامي. رحم الله ابا خالد واسكنه فسيح جناته. نعم لقد فقدنا رمزا وطنيا ، لقد فقدنا سلطان الانسانية ، سلطان الجود ،سلطان الحنكة والسياسة، سلطان الاخلاق الفاضلة والادب ، ولكنا لم نفقد انجازاته ولم نفقد نهجه الذي رسمه بالحب والوفاء والتلاحم بين المواطن والمسؤول. فمن المفارقات ان نجد بعض الشعوب العربية ترقص وتهتف فرحا وسرورا بزوال الحاكم او مقتله ونحن نحزن لفراق حبيبنا سلطان الخير سلطان الكرم والجود. وهذا اكبر دليل على ما قدمه سلطان الخير لشعبة ووطنه، انها السيرة المشرفة والحب المتبادل، يحق لنا ان نحزن على فراقك يا ابا خالد ولكننا لا تكف السنتنا عن الدعاء لك بأن يكافئك الله سبحانه وتعالى بجنة الخلد لقاء ما قدمته لنا من حب ووفاء وكرم ومساعده. *وكيل كلية العلوم والآداب بشقراء جامعة شقراء