إن ذكر محاسن الموتى مطلوب، لكن أما وقد كفيت ذلك، فسوف أتحدث عن أن الميت إذا مات بقيت مآثره من صدقة جارية أو علم نافع علَّمه أو ولد صالح تركه يدعو له أو مسجد بناه أو اشترى كتباً نافعة أوقفها أو أوصى بمال للفقراء.. كل هذا مما ينفع الميت قال تعالى: "ونكتب ما قدموا وآثارهم" وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره وولداً صالحاً تركه ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه أو بيتاً للسبيل بناه أو نهراً أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته". أبا خالد هنيئاً لك بما عملت وقدمت.. مسبوقاً بنية خالصة لله، هنيئاً لك بالدعوات الخيرة بالمغفرة والرضوان في ظلمات الليل ممن نالهم إحسانك وعملك الخير.. أبا خالد إننا حين نرى الناس تشهد لكم بفعل الخيرات وقضاء الحاجات مستلهماً حرصكم على نيل الثواب من الله في الآخرة فسوف نشهد ونثني عليكم لتحقيق خبر أخبرنا به رسول صلى الله عليه وسلم حينما أثنى على الجنازة فقال ".... من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة .... أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض " أبا خالد لقد أصبت بالمرض فصبرت واحتسبت وتيقنت أنه ابتلاء من اللَّه تعالى يختبر به عباده فكنت ممن حمد اللَّه وصبر على ما أصابه فنسأل الله لكم الفوز قال رسول اللَّه (عجباً لأَمرِ المُؤمِنِ إنَّ أَمرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وليس ذلكَ لأحدٍ إلاّ للمُؤمِنِ إنْ أَصابَتْهُ سرّاءُ شَكَرَ فكانَ خَيراً لَهُ، وإنْ أَصابَتهُ ضرّاءُ صَبَرَ فكَانَ خَيراً لَهُ) لقد سمعتك بمجلسك تحمد الله وتشكره على قضائه وقدره وهذا متوقع ممن يتوسم فيه الخير والفلاح في الدنيا والآخرة كون أن الصبر على البلاء في الدنيا مما يورث الجنّة بمنة الله وفضله. وقبل الختام أوجه هذه الكلمات لأبي فهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز فأقول له هنيئاً لك الخير كله حينما أصررت وصابرت على أن تفوز بثمار الجنة بمشيئة الله حين رافقت أخاك في مرضه رغبة في وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال إن المسلم لم يزل في خُرفة الجنة حتى يرجع قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها "كل ذلك يناله عائد المريض فكيف بمرافقه ومواسيه.. هنيئاً لك بأن رسول الله وعد عائد المريض بأن يصلي عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألفا حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة.. لقد أثبت بأننا مجتمع يتماسك ويتعاضد في الشدائد، وأظهرت جمال الإسلام وعظمة أخلاقه بالسلوك العملي والمعاملة الواقعية الصادقة التي تحمل الوفاء والأصالة التي هي سمة هذا المجتمع بحمد الله. في الختام فإنني أتقدم بالمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وللأسرة المالكة، وللشعب السعودي الكريم في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -رحمه الله-، سائلاً الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلهم الجميع الاحتساب والصبر، وأن يعظم لهم المثوبة والأجر، وألا يري الجميع مكروهاً في عزيز لديهم. *وكيل جامعة شقراء