تجري محاولات بين اليابان والاتحاد الأوروبي للاتفاق مع حلول شهر تموز المقبل على المكان الذي سيبنى فيه مفاعل صهر اختباري يوفر امكانية انتاج طاقة نظيفة والتباحث بشأن الامكانات التجارية المستقبلية للمشروع كوسيلة لتسوية الاختلالات الرئيسية بينهما. وتتنافس اليابان والاتحاد الأوروبي كموقع «المفاعل النووي الحراري الاختباري الدولي» الذي سيكلف 13 مليار دولار، وقد أجريا محادثات بهذا الشأن خلال الأشهر القليلة الماضية. وسيمول المشروع كونسورتيوم «مجموعة شركات» يضم اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي. غير ان خلافا يدور بين البلدان الستة على المكان الذي سيقام فيه المفاعل. وقد قال جانيز بوتوتشنيك، مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون العلمية والأبحاث، في شهر نيسان الماضي، ان الأطراف تتجه نحو «تفاهم مشترك» قد توافق عليه كافة الأطراف المشاركة في المشروع. وأضاف بوتوتشنيك إثر المحادثات التي أجراها مع وزير التربية والعلوم والتكنولوجيا الياباني نارياكي ناكاياما، ان الجانبين سيسعيان للتوصل إلى اتفاق دولي بين الأطراف الستة، و«نعتقد ان ذلك سيتم قبل شهر تموز». وقد وافقنا على انه من الضروري الاسراع في المحادثات. وقد وسع المسؤولون نطاق المباحثات لتشمل الإمداد والنواحي الأخرى لمستقبل المشروع التجاري. واستطيع القول بعد اجتماع اليوم انني متفائل». وقال ناكاياما لاحقا ان اليابان والاتحاد الأوروبي يريدان عقد معاهدة قبل مؤتمر قمة «مجموعة الثمانية» الذي ستعقده البلدان الصناعية في اسكوتلندا في تموز. وأشار ناكاياما إلى ان الاتحاد الأوروبي طرح اقتراحات بشأن مستقبل إمدادات الطاقة والتوظيف في موقع المفاعل، إلا انه لم يكشف أي تفاصيل. إن تطوير مصدر طاقة جديد غير قابل للنضوب خلال العقود الثلاثة المقبلة أمر حيوي بالنسبة الاقتصاد اليابان والاتحاد الأوروبي. ويعتبر الصهر النووي الذي لا ينتج أي غاز من غازات المستنبت الزراعي وينتج فقط مقدارا ضئيلا من النفايات المشعبية، البديل الواعد الأكثر ملاءمة للوقود الحجري الذي ينتج الملوثات. ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي انه إذا تعذر العثور على طاقات بديلة موجودة فإن الاتحاد الأوروبي سيستورد 70 في المائة من الطاقة التي يحتاج إليها مع حلول العام 2030، أي ضعف ما يستورده حاليا. وتعتمد اليابان على المفاعلات النووية لانتاج ثلث احتياجاتها من الطاقة، وهي تنتج كل الكمية الباقية تقريباً من النفط والغاز والفحم المستورد. وقد دأب الاتحاد الأوروبي مؤخراً على الضغط على اليابان لتوافق بسرعة على الخطة الفرنسية. وبالمقابل ستحصل اليابان كتنازل على منشأة لاختبار الانصهار ومنشآت صغيرة أخرى تابعة للمشروع. وفي آذار الماضي دعا قادة الاتحاد الأوروبي إلى البدء ببناء المفاعل في كاداراش في جنوبفرنسا خلال العام الحالي. وقالت اليابان التي تريد أن تبنى المفاعل في قريتها الشمالية روكاشو، انها لن تشارك في المشروع إذا تخلى الاتحاد الأوروبي عن المحادثات فيما لا تزال اليابان راغبة في التوصل إلى حل وسط. أما الاتحاد الأوروبي انه سيتفرد في بناء المفاعل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حلول شهر تموز المقبل.