معظم مَنْ يعملون في مختلف دول العالم.. كيفما كان مستوى العمل.. يأتي التقييم من مسار الإشادة بنوعية مكانة العمل.. كيف وصل إليها؟.. ماذا قدم لها؟.. فقيدنا العظيم - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته - لم يكن رجلاً صعدت به أهمية وظيفته إلى موقع جماعية الاحترام كيفما كانت أهمية تلك الوظيفة فهو - رحمه الله - صاحب أهميات خاصة ترتبط بشخصه، أفكاره، جهوده، علاقاته، نتائج مساعيه، تنوع انفرادات تفوقه.. سلطان بن عبدالعزيز مجرد من أي لقب.. هو في ذاته ذروة الصعود إلى التميز والانفراد شخصياً بأكثر من لقب.. نحن في المملكة عايشنا مختلف مراحل الاضطرابات في عالمنا العربي، ولم تكن كل أسباب ابتعادنا عن تلك الاضطرابات تفرد وعينا ولكن أيضاً تفرد كفاءة الخصوصيات القيادية في بلادنا.. وفقيدنا العظيم هو نموذج نسأل الله أن يقتدي به كل صاحب مسؤولية.. كيفما كان مستوى تلك المسؤولية، كي يعطي مجتمعه تلك الاستقلالية المبهرة في التوجه المباشر ليكون أنبل ممارس لواجهات تلك المسؤولية.. هل تبادلنا عبارات اعتزاز بأننا في مقدمة عالمنا العربي في كفاءة قدراتنا العسكرية رغم أننا لم نكن طرفاً في أي خلافات، رغم بوادر الاستفزاز بين وقت وآخر مما نركنه عن اهتمامنا بقناعة أننا لا نهدر أنفسنا في متاهات خلافات.. لكن الواضح المؤكد أن الفقيد سلطان بن عبدالعزيز قد هيأنا بل وأوجدنا في واقع تفوق عسكري منطقي الإعداد وفي ذروة كفاءة القدرات.. لكن هل كان الأمير سلطان.. الرجل والإنسان.. مجرد وزير.. أبداً.. أو مجرد مسؤول حكومي.. أبداً أيضاً.. حيث لسموه الكريم حضور اجتماعي متعدد التميزات سواء فيما كان عليه من موضوعيات تعامل مع المسؤولين، وأهمهم من كانوا يديرون أوضاع الدولة منذ السنوات الأخيرة في حياة الملك عبدالعزيز، ثم مروراً بمرحلة الملك سعود فالفيصل ثم خالد وفهد وأخيراً قائد تفوقنا المعاصر الملك عبدالله.. في تتابع كل تلك العهود لم يكن الأمير سلطان - رحمه الله - إلا رجل شمولية دولة.. رجل تعدد جهود قدرات بإضافة فوق ما يتطلبه الواجب في وجوده الوظيفي إلى ما يتجاوز ذلك بالعناية دعماً أو تطويراً لكل ما يمنح رغبات المواطن من قدرات دفع لا تنكر.. سلطان بن عبدالعزيز.. اسم بدون أي صفات.. هو حضور وطني وإنساني فيما أنجزه من تعدد اضافات في مجالات الطب أو الرعايات الإنسانية أو أبوة كل متعثر في قدراته أو صحته عندما ينقله نحو الأفضل..