أ.تركي عبدالله السديري رئيس تحرير صحيفة الرياض : كل فقيد يغادر دنياه هو فقيد بيته أو أسرته أو إدارات مسؤوليته.. نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - هو فقيد مجتمعه.. بل هو فقيد عالمه العربي وعالمه الإسلامي بخصوصيات تميّز عقلي وكفاءة أداء مسؤوليات وصيانة حياة مجتمع بكامله.. وبهذا فهو يرقى.. على مستوى العالم.. إلى نموذج فريد امتازت به شخصيته عند القياس إلى مستويات الأمن عالمياً.. الرجل النزيه بمثالية فريدة في حياته الخاصة هو رجل فريد الحضور في كفاءة مسؤولياته داخل مجتمع مستهدف بشراسة متناهية ضد الأمن العام من ناحية وضد سلامة السلوك من ناحية أخرى.. وندرك جيداً أن جغرافية المملكة في امتداد الصحارى وتباعد المسافات بين مدينة وأخرى يجعل مسؤولية سيطرة الأمن مهمة شاقة، وقد تتوفر في مكان وتتضاءل في أمكنة أخرى، يضاف إلى ذلك تباين مستويات الوعي في إدراك خصوصيات الأوضاع والمفاهيم مما يجعل القدرة على شمول الأمن من ناحية وكبح تعدّد أساليب تهريب المخدرات مهمة ليست بالسهلة، بل كثيراً ما نجد أن العديد من دول العالم الثالث - وليس العام العربي فقط - تحرص على أن توجد مظاهر أمن في مدنها الكبيرة ثم لا تعطي لتجاوزات التحذير أهمية مماثلة.. نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - في الواقع وهو الرجل الذي مهمات عمله كل قدرات مهماته الشخصية ومباشرته لتعدّد انتشار أساليب الحماية الصارمة لمواطنيه.. في قرية قرب حدود دولة أخرى ربما تكون مشهورة بممارسة التصدير المرفوض تتماثل في نزاهتها مع المدن الكبرى.. وإذا قلنا إن المملكة قد استهدفت بأساليب عدوانية متعددة أساليب الإجرام بما لم يحدث في أي دولة أخرى؛ فسنقول بالشواهد التاريخية إن فقيدنا العظيم قد ألزم نظام القاعدة بهزائم جعلها تتوزع خارج الحدود بعد أن فشلت في أن يكون لها حضور إجرام في الداخل.. حضور إجرام حاولت أن يكون في جامعة أو مكتب عمل أو إدارة تجارة أو تجمع زبائن مقهى.. نايف بن عبدالعزيز بجزالة وعيه وكفاءة مواطنته وبسالة إخلاصه هو الذي ألحق بالقاعدة ما تورطت به من هزائم رغم محاولتها تدمير وزارة الداخلية، ثم محاولة اغتيال مسؤول نبيل وهو اليد اليمنى لوالده.. محمد بن نايف.. ولم يكن - رحمه الله - يكتفي بانتصار المواجهة، ولكنه أسس ونشر لجان المناصحة رغبة في ألا يؤخذ أي شاب غررت به القاعدة نحو التجريم على أمل أن توضح له المناصحة الخلل الديني الإجرامي الذي مارسته القاعدة.. وفعلاً عاد كثيرون إلى الصواب.. إن نايف بن عبدالعزيز رجل لا تتوقف انفرادات كفاءة شخصيته حيث كانت مجالات عمله، وإنما هو رجل خصوصية تميز في كل مسؤولياته الاجتماعية بما في ذلك التعاون عبر لغة العقل حتى مع من قد لا يتفق معه في رأي ما..