قال طبيب فحص جثة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي إنه أصيب بجروح مميتة برصاصة في أحشائه بعد اعتقاله وذلك وسط تقارير متضاربة حول الساعات الاخيرة من حياته. وقتل القذافي (69 عاما) الخميس بعدما اعتقله المقاتلون الليبيون الذين سبق أن وصفهم بأنهم جرذان بعد ان اجتاحوا مدينة سرت مسقط رأسه وآخر معقل المقاومة التابعة له في آخر فصول صراع استمر ثمانية شهور لإنهاء حكمه الذي بدأ قبل 42 عاما. وقال الطبيب إبراهيم تيكا لقناة العربية التلفزيونية "أثناء القبض على القذافي كان حيا لكن تم قتله لاحقا فكان في رصاصة -وهذا ما يرجح (أنه) سبب وفاته الاولية- اخترقت الاحشاء ثم كان في رصاصة أخرى في الرأس دخلت وخرجت من رأسه." وكان رئيس الوزراء الليبي محمود جبريل ذكر في وقت سابق وهو يقرأ من بيان قال إنه تقرير ما بعد الوفاة أنه تم جذب القذافي من فتحة لتصريف المياه دون مقاومة من جانبه وأنه أصيب برصاصة في الذراع ووضع في شاحنة ثم وقع تبادل لاطلاق النار بينما كانت الشاحنة في طريقها لنقله إلى المستشفى. وأظهرت لقطات فيديو رجلا يشبه القذافي بشعره الطويل وقد تلطخ وجهه بالدماء ويتعرض للضرب من مسلحين يبدو انهم من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وقال تيكا الذي فحص أيضا جثة المعتصم ابن القذافي بعدما قتل امس الاول إن النتائج التي توصل إليها تظهر أن المعتصم قتل بعد والده. وأضاف :"المعتصم.. كانت هناك إصابة.. فتحة كبيرة أعلى منطقة الصدر تحت الرقبة مباشرة وكانت فيه إصابات ثلاث من الخلف وفي الظهر وفي الرجل من الخلف وكان في شظية لكنها قديمة عمرها يتراوح أياما كانت في الساق وحالة الدم تثبت وتفيد أنه قتل بعد القذافي نفسه." وذكر الطبيب أنه لم يفحص جثة أي ابن آخر للقذافي وأفادت تقارير بأن سيف الاسلام القذافي حوصر أو اعتقل أو قتل. وسيف الاسلام مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية وكان ينظر إليه في وقت من الاوقات على أنه خليفة والده. الى ذلك قال قائد في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس الجمعة إن معمر القذافي سيدفن وفقا للشعائر الاسلامية خلال 24 ساعة وان جثته بها طلقة واضحة في الرأس. وقال القائد عبد السلام عليوة في مصراتة حيث يحتفظ المقاتلون بجثة القذافي في وحدة تبريد في سوق قديمة بالمدينة ان القذافي سيحصل على حقه كأي مسلم وان جثته ستغسل وتعامل وفقا لحرمة الميت. وتوقع دفن القذافي خلال 24 ساعة. وذكر انه لا يعرف حتى الان مكان الدفن في لبيبا. وكانت مصراتة معقل المقاتلين المناهضين للقذافي والذين أطاحوا به بعد صراع دام ثمانية أشهر. وهناك طلقة واضحة في جانب من رأس الجثة التي عرضت على المقاتلين وشاهد من رويترز كما كانت هناك كدمة كبيرة على جانبها وآثار خدوش. وكانت هناك بقع دماء على الجثة لكنها كانت أقل مما ظهر في لقطات فيديو بثت بعد وقت قصير من اعتقاله. ولم يظهر أي من مسؤولي المجلس في المنطقة. وبدت إشارات امس على خلاف بين المجلس والمقاتلين في مصراتة على مكان دفن القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما. ولم يتضح إذا كان المقاتلون على الأرض شعروا أنه يجب أن يكون لهم دور في قرار دفن القذافي لانهم هم من أطاحوا به وقتلوه. وقال مسؤول في المجلس الوطني الانتقال لم يذكر اسمه إنهم مختلفون حول مكان الدفن. وأضاف أن يجب دفن القذافي بسرعة وفقا للشريعة الاسلامية لكن المسؤولين لم يتوصلوا إلى اتفاق بعد حول دفنه في مصراتة أو سرت أو مكان آخر.