أكّد السفير الفلسطيني السابق لدى لندن وواشنطن وموسكو عفيف صافية، في محاضرة له في "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية" في أبوظبي، أهمية إنجاز مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية الشاملة باعتبارها الخيار الأمثل لتحقيق حكومة وحدة وطنية تأخذ على عاتقها إعمار قطاع غزة وترتيب البيت الفلسطيني في مواجهة تحدّيات المرحلة الراهنة، مشيراً إلى أن المستفيد الوحيد من أي انقسام داخل النسيج الفلسطيني هو (إسرائيل). وقال ان التأكيد على خيار المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي "فتح" و"حماس" يمثل أحد أهم شروط النجاح في معركة الدولة التي تخوضها السلطة الفلسطينية حالياً، مشيراً إلى أهمية التعددية الحزبية في الساحة الفلسطينية ومعالجة الشرخ الذي حصل العامين 2006 و2007، ومستعرضاً معالم تطور القضية الفلسطينية حتى بداية عملية السلام، وما بعد مؤتمري "أوسلو" و"جنيف" قبل عشرين عاماً. وتساءل السفير الفلسطيني: هل كان قدر الشعب الفلسطيني أن يكون محكوماً عليه بأن يختار بين أن يكون مشتَّتاً ولكن ضمن استراتيجية واضحة، أو أن يكون موحَّداً من دون استراتيجية منسجمة، ويستطلع السبل الممكنة للمضي قُدماً؟ معرباً عن أمله أن يشهد الواقع السياسي والاجتماعي الراهن شعباً موحداً ذا استراتيجية واضحة لتعزيز الأهداف التي كافح من أجلها الشعب على مدى 60 عاماً وقدّم قوافل من الضحايا لتحقيق حلمه في الدولة الفلسطينية. ونبّه للمخاطر الاستراتيجية للمخطط الإسرائيلي في تغيير الديموجرافيا الفلسطينية من خلال قضم الأراضي وتهجير العائلات الفلسطينية من أراضيها وإحلال المستوطنين الإسرائيليين مكانهم.