في ضواحي سرت يتدفق مئات المدنيين الذين اضطروا الى الفرار من المدينة بسبب المعارك بين السلطة الجديدة وأنصار معمر القذافي الى مراكز منظمات غير حكومية سعيا الى القليل من الغذاء. في السيارات او على الأقدام يتوافد رجال وأطفال مزودين ببطاقات حصص غذائية وجواز سفرهم او أي أوراق ثبوتية أخرى للتمون في نقطة لتوزيع الأغذية أنشأتها منظمة المرج غير الحكومية على بعد مئة كلم من بنغازي (شرق). وقال رفاه حميد «عائلتي مؤلفة من 17 شخصا من بينهم 8 اطفال، وكلهم جائعون لا يجدون ما يؤكل» موضحا انه فر من سرت قبل ثلاثة اسابيع مع تكثف المعارك بين قوات النظام الجديد وأنصار القذافي. وتابع «عندما غادرت المنزل اخذت بعض المؤن التي كفتنا حتى الان، لكن منذ يومين لم يعد لدينا شيء. اطفالنا جائعون ونفد لدينا الحليب والغذاء السليم من اجلهم». واوضح حميد انه غادر سرت بعد تعرض مكتب البريد، حيث يعمل للقصف وبعد ان اجلت بعثة للصليب الاحمر الدولي عائلته. مذاك لجأت العائلة لدى اقارب في قرية على بعد كيلومترات من سرت. اما عبد الحفيظ (55 عاما) من سكان سرت فيروي انه يخيم في الصحراء على بعد كيلومترات من المدينة التي اقام فيها بطمانينة منذ اكثر من عشر سنوات. وقال «اضطررنا الى المغادرة عندما تكثفت المعارك. حملت كل ما استطيع والان اقيم في خيمة في الهواء الطلق. وعلي اطعام سبعة اشخاص». واضاف «سمعت انه يجري توزيع الاغذية هنا فاتيت. امل ان احصل على ما يكفي لتغذية عائلتي طوال ايام». وتكدس في احد المباني مخزون من اكياس الطحين والطماطم والبطاطا والبصل وعلب من البسكويت والجبن والبن وطعام للرضع والحليب وزجاجات مياه. واوضح ياسر شقلوف المتطوع المشرف على التوزيع «اننا نتفقد جواز السفر او بطاقة الهوية للتأكد من انهم من سرت ثم نعطيهم ما يحتاجون، بحسب عدد الاشخاص في عائلتهم». واضاف «احيانا ياتي اشخاص لا يحملون بطاقة هوية، فنساعدهم كذلك. نعلم ان المحتاجين فحسب يأتون الى هنا» موضحا انه احضر «كمية كبيرة من اغذية الاطفال» لانهم «ضحايا الحرب الرئيسيين». وقال شقلوف «وصلنا الى هنا في الاسبوع الفائت لكن في طريق العودة الى المرج وقع حادث وفقدنا اثنين من متطوعينا. لكن الظروف الصعبة التي يعيشها الناس هنا تدفعنا الى العودة بالرغم من خطر استئناف المعارك». وتابع ان «الكثيرين استقروا في مخيمات في وسط الصحراء او في قرى مجاورة، وهؤلاء ايضا ينقصهم الماء والكهرباء وطعام الاطفال». وشهدت سرت الاحد معارك متقطعة حيث مازال انصار القذافي يدافعون بشراسة عن مربع اخير تحت سيطرتهم. في المدينة المهجورة تحممل اغلبية المباني آثار الرصاص والقذائف والصواريخ. وقال المتطوع جلال امبايا «ينبغي الانتظار طويلا قبل ان يتمكن هؤلاء الناس من استعادة نمط حياتهم الطبيعي».