عملت حركة "حماس" و(اسرائيل) أمس على اتمام التحضيرات الأخيرة تمهيداً لعملية تبادل أسرى غير مسبوقة مقررة غداً الثلاثاء بينهما، تتسلم (اسرائيل) بموجبها الجندي غلعاد شاليط المحتجز في غزة منذ اكثر من خمس سنوات، مقابل مجموعة أولى تضم 477 أسيراً فلسطينياً. ونشر الطرفان بشكل متزامن قائمة الاسرى الفلسطينيين الذين سيتم اطلاق سراحهم وبينهم 27 امرأة. وباطلاقها سراح 1027 معتقلا، وافقت (اسرائيل) على دفع الثمن الأعلى نسبياً حتى الآن لاسترجاع جندي واحد. وكانت تل أبيب افرجت في ايار/مايو 1985 عن 1150 اسيرا فلسطينيا مقابل ثلاثة عسكريين اسرائيليين. وأعلنت وزارة الأسرى والمحررين في غزة أمس، أن 9 أسيرات في السجون الإسرائيلية لم تدرج أسماؤهن ضمن صفقة التبادل التي تضمنت 27 أسيرة. وقالت الوزارة في بيان إن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال 36 أسيرة، وليس 27 أسيرة كما ورد في القائمة المعلن عنها للمراد الإفراج عنهن. وأضافت أن القائمة التي عرضتها حركة "حماس" احتوت على 27 اسماً لأسيرات تضم المحكومات بالمؤبد وغيرهن من ذوات الأحكام العالية. وأكد عاموس غلعاد المسؤول الكبير في وزارة الحرب ان "الاتفاق نهائي ولن نقبل بأي تغيير"، في اشارة الى مصير الاسيرات غير المدرجات على القائمة. ومن اصل الاسرى ال477 الذين سيتم الافراج عنهم .. وفي المقابل، سيتم ترحيل مجموعة مؤلفة من 203 فلسطينيين من الضفة الغربية، 145 منهم الى قطاع غزة و40 الى الخارج في دول لم يعلن عنها بعد. وسينقل غلعاد شاليط (25 عاما) الحامل الجنسية الفرنسية بعد تسلمه من قطاع غزة ، الى مصر قبل اعادته الى (اسرائيل) في مروحية. وستحط المروحية التي تنقل شاليط في قاعدة (تل نوف) التابعة لسلاح الجو في جنوبفلسطينالمحتلة حيث يكون في استقباله والداه نوعام وافيفا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس. في هذه الأثناء، انتشرت مظاهر الزينة في الضفة الغربية وقطاع غزة ابتهاجاً بأبطال الحرية العائدين من الأسر الإسرائيلي البغيض. وفي منزل الاسير محمد زقوت في مخيم جباليا، والمحكوم بالسجن المؤبد لاتهامه بقتل اسرائيليين اثنين تتداخل ألوان الزينة بصورته. ويقول نجله الاكبر رامي "من شدة السعادة والابتهاج عجزنا عن فعل شيء.. وقفنا صامتين لفترات طويلة غير مصدقين للحدث" ويتابع "سئمنا كثرة الوعود سابقا.. يبدو ان لا تحرير للاسرى الا بالقوة والمعاملة بالمثل". ويشير رامي زقوت الى ان الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون "وعد بالعمل للافراج عن ابي عندما طلبت منه شقيقتي خلال لقاء معه بحضور عدد من أهالي الاسرى في مكتب الرئيس (الراحل) ياسر عرفات عندما زار غزة قبل 9 سنوات.. سعدنا كثيرا الا انه تبين انها مجرد فقاعات".