بدأت السلطات المصرية الثلاثاء التحقيق في المواجهات التي ادت الى مقتل 25 شخصا اغلبهم من الاقباط وسط تفاقم الغضب من المجلس العسكري الحاكم والدعوات الى استقالة رئيس الوزراء.وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم حكومة رئيس الوزراء عصام شرف بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق على الفور للتحقيق في المواجهات التي شهدها وسط القاهرة الاحد واسفرت عن جرح حوالي 300 شخص ايضا.وامضت القيادات السياسية والدينية الاثنين مجتمعة لبحث الازمة وسط مخاوف من انتشار العنف الطائفي الذي يهدد العملية الانتقالية الهشة التالية لحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. وكانت مواجهات وقعت الاحد خلال تظاهرة لاقباط كانوا يحتجون على احراق احدى كنائسهم في محافظة اسوان (جنوب).واتهم التلفزيون الرسمي المتظاهرين باطلاق النار ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود من الجيش تلاه اندلاع معارك بين المسيحيين والمسلمين لاحقا في المساء. لكن الاقباط الغاضبين اكدوا ان القوى الامنية هاجمت المتظاهرين واقتحمت بآلياتها الحشود فدهست عددا من المتظاهرين.وشارك الاف الاشخاص مساء الاثنين في كاتدرائية الاقباط بالقاهرة في تشييع 17 من المتظاهرين الذين قتلوا الاحد.وصباح الاثنين تجمع مئات خارج المستشفى القبطي ورددوا هتافات ضد المجلس العسكري ،وبدأ المحققون العسكريون استجواب 25 شخصا يشتبه في ضلوعهم في المواجهات. ومن جانبه اتهم البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الاثنين «غرباء اندسوا» في مسيرة الاقباط الاحد باشعال المواجهات بين هؤلاء المتظاهرين وقوات الامن. شيخ الأزهر يدعو إلى احتواء الأزمة وإصدار قانون حول بناء دور العبادة من جانبه، دعا شيخ الازهر احمد الطيب اعضاء «بيت العائلة المصرية» المنظمة التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين الى الاجتماع لمحاولة «احتواء الازمة» ودعا الحكومة الى اصدار قانون موحد حول بناء دور العبادة.وكلف مجلس الوزراء «لجنة العدالة الوطنية التابعة له بسرعة الانتهاء من الحوار المجتمعي بشأن قانون دور العبادة الموحد والذي سبق لمجلس الوزراء الموافقة عليه تمهيدا لاقراره في صورته النهائية من المجلس خلال اسبوعين من تاريخه» كما اضافت الوكالة.كما قرر مجلس الوزراء «اضافة مادة جديدة الى قانون العقوبات بشأن منع التمييز». من جهته استنكر حزب مصر الكنانة الأحداث في منطقة ماسبيرو.وطالب الحزب في بيان الجميع بضبط النفس مشدداَ على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق محايدة في الأحداث على أن تعلن تقريرها للرأي العام خلال 72 ساعة على الأكثر في مؤتمر صحفي موسع وأن تقوم الجهات المختصة بتقديم المتورطين في تلك الأحداث إلى نيابة أمن الدولة العليا طوارئ لما تمثله مثل تلك الأحداث من خطورة على الأمن القومي المصري. بابا الاسكندرية يتهم غرباء مندسين بإشعال المواجهات بين المتظاهرين والأمن كما استنكرت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الأحداث المؤسفة في محيط منطقة ماسبيرو وقيام المتظاهرين بالتعدي على رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية ،وطالبت في بيان لها المصريين جميعاً بالوقوف صفاً واحداً ضد المخططات والمؤامرات الأجنبية وسرعة الفصل في هذه القضية والإعلان عن مرتكبي جرائمها، ومحاسبتهم. وأعرب مركز القاهرة للتنمية في بيان له عن رفضه الشديد للعنف غير المبرر والأحداث المؤسفة ، وأشار البيان الى أن ماحدث محاولة لإشعال الفتنة الطائفية حتى لا يتم انجاز مهام الثورة من قبل فلول النظام السابق الكارهين للثورة والثوار. كما طالب البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان بالقاهرة بفتح تحقيق عاجل في أحداث ماسبيرو وبسرعة تقديم المسئولين عنها- أيا كانت انتماءاتهم أو مواقعهم- إلى المحاكمة ومحاسبتهم على إراقة الدماء المصرية الطاهرة. مصرية تنتحب بجوار نعش قريب لها قتل في احداث ماسبيرو ( رويترز)