من البرامج الناجحة الشعبية والتي لاقت نجاحاً مثيراً وباهراً وجذب الى استماعه جمهرة كبيرة من المستمعين والمستمعات هو برنامج ( قصة وأبيات ) هذا البرنامج الذي لاقى إقبالاً لانظير له من حيث البرامج الشعبية السابقة له فيما أعلم منذ انطلاق اذاعة الرياض عام 1384ه هذه المادة الشعبية الجميلة الممتعة هي مائدة تراثية أعدها وقدمها للمستمعين الأستاذ والرواية الثقة / إبراهيم بن عبدالله اليوسف.الذي فرغ نفسه ووقته وجهده في تقديم التراث الشعبي باذاعة الرياض هذا الرجل المعطاء الذي افتقده محبوه وعارفوه من خلال إذاعة الرياض البرنامج العام وبخصوص برنامجه الآخر الذي دام مستمراًً أكثر من ثلاثين سنة وهو من البادية لم يتوقف هذا البرنامج عدة سنوات فقط ، اعني بذلك توقف صاحبه استاذنا اليوسف متعه الله بالصحة والعافية وقد كنت ازوره في منزله بين اوقات متقطعة وقال لي ذات مرة: إنني سوف أعتزل برنامج من البادية . فقلت: لماذا ؟ فقال: اصبحت مقتنعا انني قدمت مالدي خلال هذه السنين وأن بضاعتي اصبحت زهيدة الان تاركاً كفاءة من هو اقدر مني وقدرة ، فقلت له: أنت صاحب خبرة وتجربة في تقديم البرامج الشعبية ولا أعتقد أن وزارة الثقافة والإعلام تفرط فيك ، فسكت حفظه الله ثم قال: لقد كبرت سني وتعبت يا أخ صلاح. منديل الفهيد وحقاً لقد أعطى هذا الرجل الأريحي كل ما عنده من جهد ولم يبخل بكل وسلية في انجاح برامجه الشعبية خلال انضمامه الى اذاعة الرياض عندما التحق بها مساعداً ومرافقاً لأستاذه الشهير وشيخه في الرواية منديل الفهيد الذي أستفاد منه اليوسف ولازمه خلال عدة عقود من الزمن وتعلم منه وأخذ عنه وحل محله في برنامج من البادية فكان نعم الخلف والتلميذ وحقق حسن الظن به وادار برنامجه بنجاح واستقطب الكثير من الرواة والإخباريين والشعراء من مختلف مناطق المملكة وسجل لهم الكثير من المواد بأصواتهم ولازالت هذه الأصوات محفوظة بمكتبة اذاعة الرياض وكان استاذنا اليوسف يقوم بعدة تسجيلات شخصية خارج الاذاعة والالتقاء بالشعراء في منازلهم إبان ماقبل الكاسيت وهو شريط الريل. وتحتوي مكتبته نخبة هائلة من التسجيلات الصوتية يعود تاريخها الى ما قبل خمسين سنة فهذه جهود وشخصية قام بها ابو عبدالله حبا في التراث الشعبي وحفاظا عليه من الضياع و التشتت والإهمال والنسيان لقد ادى اليوسف خدمة كبيرة لتراثنا المجيد سواء من خال منبر اذاعة الرياض في برنامجه من البادية او من برنامجه النادر والرائع قصة وابيات مع زميله الذي يرقد على فراش المرض منذ عدة سنوات مشعان بن مجول وتناسته اذاعتنا الموقرة مع نسيان بعض اصدقائه له وهو عازف الربابة الشعبي بصوته المتميز والشجي ونبرات صوته الحلوة وترانيم الابيات الشعرية على لسانه وتلحينه لهذه الابيات بصورة مغناطيسية ومطربة وهو كذلك شخصيته موهوبة واليوسف يعرفه تمام المعرفة ولاندري ما آلت اليه حالته المرضية ؟ وأعود الى الاستاذ الرواية ابراهيم اليوسف الذي اعتزله الناس وبقي معتكفًا في مكتبه يقرأ ويطالع ويستمع الى ارشيفه وتسجيلاته الثمينة والنادرة فأين وزارة الثقافة والاعلام حيال جهوده وتكريمه نظير ما قد م لإذاعة الرياض خلال اربعين سنة. إن تكريم اليوسف هو اقل القليل والحد الادنى مقابل ما اسدى للتراث الشعبي وياليت المسئولين بالوزارة ان يعجلوا بتكريم اليوسف وزميله مشعان شفاه الله وأعتقد ان الوزارة سوف تقوم بهذا العمل التكريمي لأنه نوع من انواع الوفاء وما أندر الوفاء والأوفياء في عصرنا هذا. والجدير بالذكر ان استاذنا اليوسف قد اسدى للمكتبة الشعبية السعودية ثلاثة اجزاء جامعاً مواد برنامجه قصة وأبيات وهو حافل بالقصص والحكايات المثيرة والقصائد الجميلة المليحة التي تفيد ولا تضر وتدعو الى الفضيلة ومكارم الأخلاق وكنت قد اجريت مع ابي عبدالله لقاء منذ ثلاث سنوات أفصح فيها عن حياته التراثية نحو الأدب الشعبي ومن هم اساتذته في الرواية الشعبية وما يتعلق بالهم نحو الادب الشعبي.