لأكثر من (30) عاماً خلت وعبر آليات التخطيط العلمي، تعاقبت صناعة الخطط الخمسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا الوطن الغالي وكان الهدف الأسمى هو تنمية قدرات الإنسان السعودي، وتحقيق طموحاته وتلبية احتياجاته وتحسين مستوى معيشته، وضمان حقوقه والحفاظ على كرامته وقد اعتنت الدولة غاية العناية بهذه العناصر والمقومات، ووجهت جميع الادارات والمصالح الحكومية إلى العمل بها على أفضل صورة ممكنة ورغم ذلك فلاتزال بعض الادارات والمصالح الحكومية تهمل نسبياً العمل بهذه العناصر والمقومات إذ انها تعاني اساساً من ثغرات واضحة جلية في أساليب الأداء والانتاجية، وهذه السطور تتناول تحديداً.. ادارتي المرور والهلال الأحمر، فهاتان بهما ثغرات واسعة تحد من قدرتهما على أداء الوظائف المناطة بهما على أكمل وجه، و ان كنا لا ننكر اطلاقاً دورهما الفعّال خلال الزمن في صيانة الأرواح والأمن والحقوق. وليس المجال هنا لمتابعة هذه الثغرات برمتها، ونكتفي بالاشارة إلى ثغرة واحدة تتمثل أساساً في انعدام التواجد السريع، وسرعة المعالجة لحالات حوادث الطرق.. وقد اسهمت هذه الثغرة في الحاق الضرر والأذى الجسدي والمعنوي بضحايا هذه الحوادث. وتبدو الصورة قاتمة عندما يكن الضحايا مواطنات.. خاصة اللاتي يقود مركباتهن سائقون مستقدمون.. فإنهن ان سلمن من الأذى الجسدي فلن يلسمن من الأذى المعنوي؟هناك شريحة من الجمهور تشربت القيم والسلوكيات الفاضلة، فاندفعت تقدم المساعدة.. والمواساة.. مما يؤكد بالتالي ان مجتمعنا المسلم بخير وعافية..يا رجال المرور والاسعاف.. انكم تحملون أمانة ومسؤولية جسيمة تستوجب منكم جميعاً الاخلاص لها والمحافظة عليها.. واختم هذه السطور بإيراد عبارات ومعانٍ قوية ومؤثرة وصلبة اطلقها سمو ولي العهد عن أهمية الأمانة والاخلاص في العمل يقول حفظه الله «كل مسؤول مؤتمن وكل مؤتمن محاسب، فدولة قامت على انفاذ شرع الله لا يصونها من العبث إلا العدل واحقاقه والاخلاص واتمامه ف«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» فالله الله في صون الذمم فهو القائل جل جلاله {إن الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها..}.