قد يسأل البعض ويقول هل هناك طريق نتقي به المشاكل ونتجنبها؟ نقول نعم: فهذا السؤال سهل وصعب في نفس الوقت لكن اخي الكريم اعلم ان المشاكل والمصاعب هي ابتلاء وامتحان من الله سبحانه وتعالى لعباده ليرى من يتحمل ويصبر قال تعالى {وبشر الصابرين} ثم ان المشاكل مهما كانت ومهما عظمت فقد تكون من ضرورات الحياة لأن الحياة لن تكون صفواً لأحد مهما كان. فالدنيا دار اختيار وابتلاء وان الله اذا احب عبده ابتلاه ولهذا فهي ليست دار سعادة ونعيم دائم، ولكن هناك اموراً تجعلك مرتاحاً وبعيداً عن هذه المشاكل والمصاعب المتعبة اذا سلكتها ومنها: التمسك بتقوى الله عز وجل في السر والعلانية {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} وفرجاً من كل هم وغم، تذكر ان الله سبحانه وتعالى دائماً يراك وان لم تكن تراه، بر الوالدين والإحسان اليهما قال تعالى {وبالوالدين احسانا} والحرص كل الحرص على إرضائهما لأن دعواتهما الصالحة المستجابة بإذن الله من اسباب سعادة المرء وفلاحه في الدنيا والآخرة، الايمان بالقضاء والقدر {وإن ما اصابك لم يخطئك وما اخطأك لم يصبك} وعدم التضجر والتذمر والتندم على ما حصل وفات وعدم القلق على المستقبل مع التوكل على الله في كل امور، الاهتمام باختيار النخبة الطيبة من الاصدقاء الصالحين بأنفسهم المصلحين لغيرهم ان شاء الله وصحبتهم لأن صحبتهم كلها خير بتوفيق الله ويكفيك من صحبتهم السمعة الحسنة، والابتعاد كل الابتعاد عن صحبة الاشرار ويكفيك من البعد عنهم السمعة السيئة نعوذ بالله من ذلك، ترك الكلام الذي لافائدة منه كالغيبة والنميمة والوشاية بين الناس بقصد الافساد بينهم فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن القيل والقال وكثرة الكلام، فيا اخي امنع نفسك عن التدخل في شؤون الآخرين واشغلها بما ينفع ديناً ودنيا. اشغلها بطاعة الله وبكسب العيش الحلال لاتشغلك في المعاصي اجارك الله منها، احسن التعامل والمعاملة مع الآخرين وكن لين الجانب معهم وتجنب الجفوة والغلظة والشدة في التعامل قال تعالى {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} فاحسن التعامل واظهر المحبة مع من تعرف ومن لاتعرف وعليك بالصفح والعفو والتسامح وحاول ان تتناسى اخطاء الآخرين وتتلمس لهم العذر مع كظم الغيظ قال تعالى {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس} واحتسب الاجر والثواب من ربك سبحانه وتعالى فهو يجازي على القليل بالكثير.. هذا وأسأل الله للجميع الاخلاص في القول والعمل.