اطلعت على مقال الأخ عبدالله بن محمد العتيبي في العدد رقم 13476من يوم الثلاثاء 9/4/1426ه وتعقيبه على مقال بن دعفس حول اخطاء رجال الهيئة والذي عقبت عليه ونشرته جريدة «الرياض» مشكورة في عددها رقم 13474 الصادر بيوم الأحد 7/4/1426ه وذكرت فيه بأن رجال الهيئة بشر يقع منهم ما يقع من بني البشر من الخطأ والتقصير احياناً مثلهم مثل بقية من يعمل في القطاعات الحكومية الأخرى.. ولكن لماذا اخطاء الهيئة هي التي توضع دائماً تحت المجهر؟ الإجابة واضحة وهي سنة قائمة بأن من يقف حائلاً امام الناس وتحقيق شهواتهم الرخيصة لابد أن يقع له هذا الابتلاء. ولي عتب على اخي صاحب المقال ومأخذ فأقول والله المستعان: اولاً: اخالف صاحب المقال مع احترامي له بأن من سبب وقوع الخطأ هو حداثة عهد العاملين في الهيئة وهربهم منها حال وجود الأفضل البديل فالرئاسة العامة للهيئات تقوم مشكورة بالإعلان في كل سنة مرتين تقريباً عن الوظائف الشاغرة وتطلب من جميع الهيئات تعميمه على جميع المراكز ورفع اوراق من يستحق تحسين الوضع ولا اظن بأن هذا موجود الا في الهيئات ويستثنى من ذلك من لا تنطبق عليه التعليمات اما عن قولك بأنك تحاول الانتقال من الهيئات الآن فأرى بأنه ليس من المناسب ذكر هذا عبر الصحف ففيه تثبيط لعزائم اخوانك وتفريق للصف وأذكرك بقول الله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا امثالكم}. ثانياً: بصفتي احد منسوبي الهيئة والذي اعده تاجاً على رأسي اوجه هذا الخطاب لصاحب الفضيلة معالي الرئيس العام نحن ابناؤك وعصاك التي تقمع بها المنكر وتحارب بها الرذيلة فسر ونحن معك ومن حولك ولن نخذل ما دمنا نعمل لأجل نصرة دين الله وبوقفة ولاة امرنا - حفظهم الله -. ثالثاً: اما بالنسبة للدورات التدريبية فهي تعقد بانتظام في مقر الرئاسة وفي فروعها وفي معهد الإدارة وقد شرفت بحضور دورتين وبدون واسطة!! آخرها تنمية المهارات الإشرافية بمعهد الإدارة وما ذاك الا لحرص القائمين على هذا الجهاز للرقي بعمل المنتسبين لها ادارياً وميدانياً. رابعاً: من يعمل في المدينة الصغيرة ويمارس العمل الميداني ويواجه الجمهور قادر بإذن الله على العمل في المدن الكبيرة فكلهم من بني البشر وقد عملت في محافظة الخرج ثم انتقلت لمدينة الرياض ورأيت بعض العاملين في هذه المحافظة الصغيرة افضل من بعض العاملين بالرياض فقولك ليس على اطلاقه. خامساً: اما قولك بمنع مواصلة الدراسة فإنه لا يخفى بأن عمل الهيئة يتطلب الحضور في الفترتين الصباحية والمسائية على حسب ما تقتضيه مصلحة العمل ويتعذر الانتظام في الدراسة مع قلة الأعضاء ومطالبة الأكثرية منهم بمواصلتها ويوجد من زملائنا من واصل دراسته انتساباً وقد اكملت انا شخصياً دراستي الجامعية مع عملي بالهيئة وكنت بالمرتبة الرابعة وتدرجت حتى وصلت للمرتبة الثامنة وفي فترة وجيزة وبدون واسطة!! فأين المنع المذكور!!. سادساً: طريق الدعوة الى الله طريق شائك ولا تعتقد بأنك ستجني منه عنباً فلابد من المشقة والتعب وبالصبر والاحتساب يزولا سراعاً. ثم من رضي بقبول الوظيفة المتدنية مع قلة راتبها من اجبره على قبولها وهو يعلم بمشقتها وإن حصل تقصير منه فليعلم بأن الله جل وعلا سيحاسبه عليه فهي من الأمانة التي اؤتمنا عليها. أخيراً أسأل الله تعالى أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه خير الأمة وصلاحها وأن يجعلنا من العاملين للآخرة ولا يجعلنا ممن يطلب الدنيا وزخرفها. رئيس مركز هيئة الربوة