اطلعت على ما نشرته جريدة «الرياض» يوم الأحد الموافق 29/3/1426ه في صفحة الرأي للجميع تحت عنوان «رجال الهيئة مطالبون برياضة المشي» للكاتب سعود بن دعفس بن راشد والذي أشاد فيه مشكوراً على جهود العاملين في هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يقومون به من أعمال جليلة في سبيل الدعوة ومحاربة الفساد ولم يغلفها كما غلفها وجحدها بعض الحاقدين أهل الشهوات والمتع الرخيصة فله مني جزيل الشكر وأوفره. ولكن لي مآخذ وملاحظات على بعض ما ذكره في مقاله فأقول وبالله التوفيق: أولاً: نحن مطالبون وخاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن وتنوعت بالوقوف مع المنتسبين لجهاز الهيئات أكثر من ذي قبل وتأييدهم بالدعاء والمناصحة فهم وإن كانوا يسعون للاصلاح ومنع المنكرات إلا انهم بشر يقع منهم الخطأ والتقصير أحياناً ومع هذا نحسن بهم الظن ويذهب هذا الخطأ في خضم حسناتهم وصبرهم واحتسابهم وحفاظهم على سلامة سفينة المجتمع. ثانياً: تعميم الخطأ على جميع المنتسبين إلى الهيئات وإلى الجهاز فيه ظلم وتجنٍ فالعمل الفردي مقصور على صاحبه ولا علاقة له بالجهاز نفسه وكأني لمست من الكاتب شيئا من الشحن النفسي على الهيئات والعاملين فيها وتضخيم أخطائهم ووضعها تحت المجهر يتضح هذا من بعض الكلمات التي أوردها في مقاله مثل «اقتحموا الممر عرضوا حياة الناس للخطر» مع تفانيهم وحرصهم ودعوتهم وصبرهم على ما يطولهم من الأذى القولي والفعلي في كل يوم فأين الكاتب هداه الله عن مثل هذا!!. ثالثاً: أما مسألة الحدود والصلاحيات واتخاذ القرار فنحمد الله جل وعلا بأن معظم من ينتسب إلى هذا الجهاز قادر على اتخاذ القرار بمن فيهم السائقون وأصحاب المراتب المتدنية فجلهم من خريجي الجامعات وأقلهم من يحمل الثانوية العامة ولعل هذا من الظلم الذي يقبع فيه هذا الجهاز المبارك ومن ينتسب إليه. رابعاً: تواجد رجال الهيئات في مثل هذه الأماكن المعدة للمشي والرياضة والتي يدخل فيها كلا الجنسين فيه حفاظ على الأخلاق ومنع بعض المتلصصين على المحارم والأعراض بحجة الخصوصية وممارسة الرياضة فكان الأحرى بك أن تقدم شكرك وتقديرك لهذه الجهود المباركة وفي الغالب هي ساعات عمل زائدة عن الواجب عليهم. خامساً: أما عن دعوته لعضوي الهيئة بممارسة رياضة المشي فهم يعملون بمعدل سبع ساعات ميدانية من الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة الحادية عشرة ليلاً وفي أغلب الأحيان تزيد عن ذلك وجلها مشي على الأقدام في الأسواق والمتنزهات والمجمعات التجارية وغيرها ولا عجب فهم حماة الدين وصمام الأمان وحراس الفضيلة بينما غيرهم من الميدانيين يعملون بمعدل أربع ساعات فقط. أسأل الله تعالى أن يوفق ولاة أمرنا لما فيه الخير والصلاح وان يعين اخواننا العاملين في الهيئات على أداء واجبهم وأن يجزيهم خير الجزاء على ما يقدمونه للمجتمع من خدمات.