علمت تفاحة نيوتن البشر ما معنى الجاذبية، وفسرت سبب وقوفنا على الأرض ولماذا لا نطير؟، بينما بسطت تفاحة ستيف جوبز الحياة للملايين، وساهمت منجزاته وصرامته في إعادة ابتكار صناعة الحاسبات، وتحويل الموسيقى من عصر الأقراص المضغوطة، إلى الأجهزة الرقمية التي تحمل ملايين المقاطع.. توفي ستيف جوبز بعد مؤتمر أبل السنوي والذي عقد يوم الثلاثاء الماضي 4 أكتوبر، ولاقى المؤتمر استياء الكثيرين من محبي منتجات الشركة، فلم يعلن عن (الآيفون 5) والذي توقع الكثيرون أن يكون مفاجأة أبل القادمة، بل ركزت الشركة على تطوير البرمجيات التي تستخدم الجهاز بدلاً من تغيير الجهاز، والحق يقال إن جهاز (Iphone 4S) والذي أعلن عنه خلال المؤتمر تم تغييره من الداخل بالكامل فالمعالج من نوع (A5) أسرع بمرتين عن سابقه، وبسبع مرات رسومياً، مع تغيير نظام هوائي استقبال إشارة الاتصال ليصبح على كامل الجهاز وتنتهي بذلك معضلة قبضة الموت التي صاحبت (Iphone4)، ولكن السؤال الذي يطرح، ماذا لو كان هذا الساحر (ستيف جوبز) هو من أعلن عن الجهاز فكيف ستكون ردود الفعل؟.. في عام (1985) طرد ستيف جوبز من شركة أبل، ولكنه لم يقف عند هذا الحد بل أسس شركة أخرى (نيكست) وكان النجاح حليفه، بيمنا سقطت أبل وأوشكت على الإفلاس إلى أن عاد لها في عام (1996) لينتشلها من مصيرها المجهول، وتعود وتعتلي الهرم التقني من جديد.. رحل ستيف جوبز وشركة أبل تتربع على قمة النجاح، ومبيعات أجهزتها تفوق الوصف، ليضعها أمام تحد كبير هل ستنجح في التغلب عليه؟، وتثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها تعلمت الدرس جيداً بعد التدهور الأول الذي منيت به بعد طرد جوبز منها، وإن كان المؤشرات تشير إلى هزة عنيفة تجتاح الشركة بعد أن هبط سهمها في البورصة بعد مؤتمرها الأخير، وواصل الهبوط (3.3%) بعد إعلان وفاة مؤسسها ستيف جوبز.. قادم الأيام ستثبت هل شركة أبل كان اعتمادها على سحر وعناد وتحدي (ستيف جوبز) أم في جعبتها المزيد من الابتكارات التقنية، والتحديثات التي تغير وجهة البشرية..