قبل إحدى وثمانين سنة وحّد الملك عبدالعزيز حامي حمى التوحيد أرجاء المملكة على كلمة التوحيد لا إله إلاّ الله محمداً رسول الله. فدخل الناس تحت ظل هذه الكلمة آمنين على عقائدهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم وذراريهم وانقمع واندحر أهل البدع والخرافات والشعوذات وارتفعت أصوات علماء الأمة في أرجاء العالم الإسلامي داعية لناصر الملة وحامي حمى التوحيد بالتمكين والتأييد. إن هذا الحدث يجب ان يذكرنا بأمور منها استشعار نعمة الأمن والإيمان التي حصلت ببركة نصرة الدين وحماية حمى التوحيد. واستدامة شكر الله تعالى والاستمرار على المنهج القويم المبني على تحقيق التوحيد ودعوة الخلق إلى هذا السبيل ومن الأمور التي يجب ان تتذكرها في هذا الحدث أنه من قام لله تعالى ونصر دينه نصره الله لا محالة (ان تنصروا الله ينصركم ولو بعد حين). كتب الله لاغلبن أنا ورسلي ان الله لقوي عزيز والعاقبة للمتقين والتاريخ يشهد ان الملك عبدالعزيز ما قام بما قام به إلاّ ليعيد الأمة إلى اخلاص العبادة لله وحده ونبذ كل شرك وتنديد، وتوحيد الجزيرة على كلمة لا إله إلاّ الله فلا معبود ولا مستغاث ولا ملاذ إلا إلى الله سبحانه ولتعيد بذلك أمجاد آبائه من آل سعود الذين نصروا داعية التوحيد المصلح المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمة الله عليهم أجمعين وجاهدوا في سبيل ذلك كل من خالف بالتوحيد والدعوة إليه والملك عبدالعزيز متلازمان فهو ما حد الجزيرة العربية إلاّ لما كان قصده التوحيد لله رب العالمين. ونشر الخير ونبذ المنكرات والتوحيد والسنة وانقماع البدعة ما تحقق إلاّ بفضل الله تعالى وحدة ثم بهمة الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين وتوحيده الجزيرة على كلمة التوحيد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. *كاتب العدل في الرياض