اختراع واحد من شأنه الإطاحة باقتصاديات الدول الخليجية وجميع الدول التي تعتمد على النفط! فلو نجح العلماء مثلا في ابتكار محرك فعال (لا يستعمل النفط لتسيير المركبات والسيارات العادية) لهوت أسعار البترول بشكل مفاجئ وقلّت الحاجة اليه بنسبة 70% على الأقل.. وفي الحقيقة يمكن لسياراتنا العادية أن تتحرك من خلال بدائل تكنولوجية معروفة وموجوده حاليا كالهيدروجين والغاز والكهرباء بل وحتى الفحم وزيت الزيتون؛ ولكن ما يجعل محرك البترول مفضلا على غيره ويتفوق في كل جولة هو سعره الزهيد وفعاليته الكبيرة مقارنة بحجمه الصغير. والسيارة الكهربائية بالذات كانت شائعة ومعروفة في مطلع القرن العشرين (وهي بالتالي ليست اختراعا حديثا كما يعتقد معظم الناس) إلا أنها اختفت بالتدريج مفسحة المجال لسيارات أكثر فعالية تسير على النفط الرخيص.. وفي أيامنا توجد في شوارع أمريكا أكثر من 350 ألف سيارة كهربائية أو هجينة (تجمع بين النفط والكهرباء) من ضمن 17 مليون سيارة عادية. وجميع الشركات الكبرى (وتحديدا تويوتا ومرسيدس وفولكسفاجن ونيسان) تملك موديلات كهربائية أو هيدروجينية لو انخفضت إلى حد سعري معين لتم الاستغناء عن النفط دون تردد أو مراعاة لظروف الدول المنتجة! وخلال العشرين سنة الماضية شعرت بأننا فعلا على وشك خسارة النفط بسبب تقنيات كهذه؛ ففي بداية الثمانينيات ادعى وزير المواصلات الاسرائيلي أن العلماء في إسرائيل اخترعوا محركا من نوع جديد سيجعل العرب يشربون نفطهم. ولكنه تحدث عن ضرورة الانتظار للانتهاء من التجارب قبل الكشف عن هذا الاختراع. وحينها زايدت الصحف الاسرائيلية على ادعاء الوزير مما جعلنا نخاف حينها بالفعل من اليوم الذي نشرب فيه نفطنا. ولكن (ربنا ستر) ومر الموعد المضروب بدون نتيجة واتضح ان المسألة برمتها من قبيل الحرب الاعلامية! أما المرة الثانية فحدثت في مارس 1989 حين ادعى عالمان من جامعة يوتا انهما اكتشفا طريقة لتوليد الطاقة النووية (الاندماجية) في درجة الحرارة العادية.. والطاقة الاندماجية طاقة خرافية لا تحدث الا في الشمس والنجوم. وهي (بالاضافة الى انها طاقة خرافية) تستعمل الهيدروجين الذي يستخرج من ماء البحر كوقود. ولكن المشكلة ان هذا النوع من الطاقة يحتاج (لبدء التفاعل) درجة حرارة عالية جدا تقدر ب 10 ملايين درجة مئوية (وهي حرارة لا تتوفر على الأرض ولا يمكن لأي مادة احتواؤها). وفي ذلك العام ادعى العالمان ستانلي بونز ومارتن فلشمان انهما اكتشفا طريقة لبدء الاندماج النووي في المختبر (أي في درجة حرارة الغرفة). وحينها رقص العالم فرحا لأن هذا الاكتشاف يعني نهاية عصر النفط وتوفير الطاقة بكميات خرافية (وبسعر مياه البحر). غير ان التجربة التي اجراها العالمان لم تنجح مرة اخرى كما لم يستطع أي مختبر في العالم تكرارها.. وهكذا تنفسنا الصعداء وبقينا أسياد النفط! أما المرة الثالثة فحدثت قبل عشر سنوات حين تحدثت الأخبار عن قرب ظهور محرك جديد سيغير طريقتنا في التنقل ويلغي جميع السيارات. وبسبب التعتيم الذي أحيط به هذا المحرك عرف مرة باسم "جنجر" ومرة باسم "سيجواي" كما عرف بين العامة بالاختراع (IT). وبعد أشهر طويلة من التشويق (وحرق الأعصاب) تم الكشف عن هذا الاختراع فتنفست الصعداء حيث بدا شبيها ب "السكوتر" وغير منافس للسيارة في المسافات البعيدة (ناهيك عن أن سرعته لا تتجاوز ال 30 كلم في الساعة)!! على أي حال، قد نكون سلمنا أكثر من مرة ولكن لا يبدو أننا سننتظر طويلا.. يكفي أن تُدخل في الانترنت هذه الجمل Electric cars أو Hybrid Vehicles كي تشاهد بنفسك العدد الهائل من الموديلات الكهربائية والهجينة المتوفرة حاليا في الأسواق!