وسط مقاطعة القوى الدينية " الاخوان والسلفيين " تجمع نحو عشرة آلاف فى ميدان التحرير امس للمشاركة فيما أطلق عليها جمعة (إسترداد الثورة) والتى دعت إليها بعض الأحزاب والحركات والقوى السياسية المتنوعة وعارضها البعض الآخر. وأغلق الشباب المشارك فى فاعليات جمعة الامس جميع مداخل ميدان التحرير، الذى خلا من أى وجود لرجال الشرطة أو القوات المسلحة، حيث قاموا بوضع حواجز حديدية بشوارع محمد محمود، وقصر العينى، وأمام مسجد عمر مكرم، وأول كوبرى قصر النيل، وأمام المتحف المصرى وشارع قصر النيل لوقف حركة تدفق السيارات على الميدان. وقامت اللجان الشعبية بميدان التحرير بتأمين مداخل ومخارج الميدان، حيث بدأت فى الكشف عن هوية الوافدين إلى الميدان وتفتيشهم قبل دخولهم لضمان عدم إندساس أى من العناصر المثيرة للشغب أو الخارجة عن القانون، وذلك بعد أن قام المجلس العسكرى الخميس ببث رسالة على صحفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك) يدعو كافة القوى المشاركة فى جمعة الامس الى تحمل مسئوليتهم الوطنية أمام الشعب فى التنظيم والتأمين والحفاظ على كافة المنشآت الخاصة أو الممتلكات العامة للدولة. وقد حذر المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أي تجاوز ضد وحدات القوات المسلحة أو معسكراتها أو المنشآت المهمة، مؤكدا أن ذلك يعد تهديدا للأمن القومي المصري، وسيتم التعامل معه بمنتهى الشدة والحزم ومحاسبة مرتكبيه. وطالب المتظاهرون بإلغاء قانون الطوارىء وتعديل قانون الانتخابات الذى أصدره المجلس العسكرى مؤخرا، وتطبيق قانون الغدر أو ما يعرف بالعزل السياسى لمنع فلول الحزب الوطنى من ممارسة العمل السياسى لمدة عشر سنوات مقبلة، وتحديد جدول زمنى لنقل السلطة من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية ، كما طالب المتظاهرون بإلغاء المحاكمات العسكرية وكافة الأحكام الصادرة عنها خلال الفترات السابقة على أن تعاد تلك المحاكمات أمام محاكم مدنية وتطهير وزارة الداخلية ووزارة الإعلام وضمان استقلال القضاء وتطهيره وحرية إنشاء نقابات مستقلة وإقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور والغاء قانون تجريم الاعتصامات. تجدر الإشارة الى أن العديد من الأحزاب والقوى والحركات السياسية قد دعت للمشاركة فى جمعة استرداد الثورة ومن أبرزها حركة 6 أبريل، اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، وإئتلاف شباب الثورة، وحركة أقباط بلا قيود، وأحزاب الوفد، والوسط، والغد الجديد، والوعى، والكرامة، والناصري، والعدل، والجبهة الديمقراطية، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والعمال الديمقراطى، وحملة دعم أيمن نور، و"الاشتراكيون الثوريون" ، بالاضافة إلى حركة شباب من أجل العدالة والحرية، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، واللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، وحركة مشاركة، وحركة المصري الحر، وائتلاف ثورة اللوتس وتحالف حركات توعية مصر. وفى السياق ذاته، وعقب انتهاء صلاة الجمعة مباشرة قام أنصار مرشح رئاسة الجمهورية المحتمل الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل بالتكبير من أعلى المنصة التى تم نصبها أمام مجمع التحرير وخلفهم عدد كبير من مؤيديه، بالإضافة الى أعضاء حزب الوسط الذين قاموا هم الآخرون من أعلى منصتهم المجاورة لمنصة أبوإسماعيل بالتكبير، مرددين (حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل من يحاول إجهاض الثورة). وقد شهد ميدان التحرير امس مسيرة تضم بضع عشرات من الاشخاص للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المحتجز بالسجون الأمريكية منذ سنوات. ورفع المشاركون فى المسيرة عددا اللافتات مطبوعا عليها صور الشيخ عمر عبدالرحمن، مرددين العديد من الهتافات التى تطالب بالافراج عنه. من جهته ، طالب الشيخ مظهر شاهين خطيب وإمام مسجد عمر مكرم بالقاهرة ، في خطبة ظهر الجمعة بميدان التحرير بتطبيق قانون الغدر قبل إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد في وقت لاحق العام الجاري، ذلك لمنع فلول الحزب الوطني من المشاركة في الانتخابات. وألقى شاهين على المتظاهرين ما اطلق عليه "قسم ولاء الثورة"، وهو "نقسم بالله العظيم أن نحافظ على ثورتنا.. وعلى أهداف ثورتنا.. وعلى مطالب ثورتنا.. نعيش من أجلها.. ونموت من أجلها.. الله أكبر.. الله أكبر .. الله أكبر .. حسبنا الله ونعم الوكيل". وطالب شاهين في خطبته بضرورة حل وزارة الإعلام ، متهمًا إياها ب"تشويه صورة الثورة لدى الرأي العام"، مشددًأ في الوقت نفسه على ضرورة مراجعة عقود الشركات التي تمت خصخصتها.