لم يكن التصرف الذي أقدم عليه قائد النصر حسين عبدالغني في لقاء فريقه الأخير أمام الفيصلي أوقف على إثره ثلاث مباريات جديداً، ولم نستغرب منه وهو أكبر لاعبي فريقه، بل وأكبر اللاعبين "سناً" في الملعب، ولن نضيف جديداً حينما نكتب عن أفعاله التي تكررت حتى أصبحت صفة ملتصقة به وبالفريق الذي يلعب معه منذ نعومة أظافره وحتى الآن، ولن نقدم جديداً حينما نستعرض تاريخ تلك التصرفات وتأثيرها على الفرق التي لعب معها بل وحتى المنتخبات؛ ببساطة لأن الكل كتب عنها أو لنقل بأنها باتت معروفة ولا يختلف عليها شيخان بل حتى جمهور ناديه الوسطي منهم والمتعصب أصبحوا لا يستغربون تلك التصرفات، لكن الجديد هنا هو أن ما يقدم عليه عبدالغني داخل الملعب وبعد المباريات بات حملاً ثقيلاً وتركة يصعب التعامل معها حتى أصبح الشغل الشاغل لإدارة الفريق التي لا تعلم أي جبهة من الجبهات المفتوحة والمؤثرة على مسار الفريق الطامح في كل موسم للبحث عن أمجاده تستحق البدء في رتقها أولاً، فكيف بتصرفات لا يمكن التنبؤ بها تظهر بعد معظم مباريات الفريق ويتلقفها الإعلام بمختلف أطيافه ليقدمها وجبة دسمة للمتلقي؟، ولا أنسى هنا لجنة الانضباط التي كادت المطالبات المتكررة والضغوط الإعلامية أن تجعلها شبه متفرغة لمناقشة قضايا حسين. ترى هل فكر عبدالغني بتبعات تصرفاته وهل يعي بأنه أصبح عالة على نادي النصر بسببها وبأن الضغوط الجماهيرية تزداد على إدارة النادي يوماً بعد آخر دون مبرر؟، وهل فكر عبدالغني بالمشاكل العويصة التي تواجه فريقه إن على الجانب الإداري أو المالي أو الفني وهل يرضى أن تركن إدارة الفريق تلك الجوانب الأساسية جانباً وتتفرغ لمناقشة أفعاله؟. أدرك جيداً حجم نجومية عبدالغني بعيداً عن تصرفاته وأعلم بأنه صنع تاريخاً حافلاً لنفسه بدءًا بمشاركته في الأولمبياد ثم مشاركته غير مرة بالمونديال العالمي والفوز بالبطولات القارية والمحلية مع المنتخب والنادي مما يعني أن سيرته على مستوى الإنجاز تعد مميزة مقارنة ببعض اللاعبين الذين بدأوا وانتهوا وهم لم يحققوا ربع انجازاته، ولكن ما أعلمه ويعلمه الجميع أيضاً أن تصرفاته المخجلة والمسيئة دونها ولا يزال التاريخ يدونها وأن من شأنها أن تنسي الجماهير عامة تاريخه، فتباً لتصرفات تلغي تاريخ رائع مثل تاريخك يا حسين. * قدر عبدالغني أن ضربه لزميله حارس مرمى الفيصلي تيسير آل نتيف بعد المواجهة التي انتهت بالتعادل 1-1 كان أمام الكاميرا، والأصعب من ذلك أن قضيته جاءت مباشرة بعد قضية إيمانا التي أشبعها الإعلام طرحاً وسلط عليها كل أضوائه وتبادلها الجمهور عبر أجهزته الخاصة غير أن قضية إيمانا ثبت بأنها ملفقة بعد انعدام الدليل على عكس ضربة عبدالغني التي شاهدها الجميع مباشرة في التلفاز مما يعني أن تورطه هذه المرة بات أمراً واضحاً وعليه تقبل العقوبات الموقعة عليه بصدر رحب واستيعاب درسها جيداً!.