في عام 1413ه أتذكر حينما كنت أمارس كرة القدم ضمن فريق ناشئي نادي المسيرة من القريات، وصل الفريق إلى أفضل نتائج في تاريخه حينما حقق بطولة الشمال، ومن ثم تفوق على بطل تبوك «الوطني» ليصل إلى نصف نهائي بطولة المملكة، ليقابل النادي الأهلي في جدة، في تلك المباراة التي كان قائد الأهلي خلالها «الفتى الذهبي» حسين عبدالغني خسرنا بنتيجة أربعة أهداف دون مقابل، ليذهب الأهلي إلى النهائي لمقابلة النصر. - أتذكر ذلك وأنا أرى قائد فريق النصر الحالي حسين عبدالغني «مالي الدنيا وشاغل الناس»، نجماً كبيراً فرض على الجميع احترامه «كمستوى وأخلاق» خلال مسيرة طويلة تخطت حاجز العشرين عاماً. - حسين عبدالغني كلاعب سعودي يعدّ ظاهرة، ونموذجاً يُحتذى به لأجيال قادمة، كيف استطاع «ما شاء الله تبارك الله» أن يحافظ على نفسه ليواصل مسيرته في الملاعب لسنوات طويلة جداً، قدم خلالها مستويات مبهرة للغاية. - حسين عبدالغني ظاهرة، وأكاد أجزم أنه اللاعب السعودي الوحيد الذي خدم المنتخبات السعودية «ناشئين، شباب، أولمبي، أول»، ومازال مستمراً في الملاعب، فتجربة «أبوعمر» يجب أن توثق وتدرس لجيل جديد من اللاعبين. - حسين عبدالغني ظاهرة جعلت الجميع يغار من نجاحه، وجعلت الخصوم يحاولون في كل شاردة وواردة النيل منه، ويكفي أن نعرف أن هناك من ينتظر كلمة من عبدالغني ليحولها لقضية القضايا، وهناك من يراقب عبدالغني «هل سلم أو لم يسلم؟» على أحد اللاعبين ليجعلها قضية، وهناك من وضع كاميرا خاصة تراقب تحركاته داخل الملعب لتحريض لجنة الانضباط. - قالوا عنه «مشاغب»، ولو عدنا إلى سجل البطاقات الملونة لوجدنا النتيجة مؤلمة للمتربصين، قالوا «صاحب مشاكل» وهم يحاولون ليلاً ونهاراً استفزازه بكل الطرق والسبل، وبالرغم من ذلك يرد على استفزازهم بطريقة الكبار، ولعل ما حدث في آخر مباراة للنصر مع الفيصلي أمس الأول، دليل على محاولات التربص بعبدالغني. - نسيت أن أخبركم، أنني انتقدت خطوة التجديد لعبدالغني من قِبل إدارة النصر لهذا الموسم، وسبب انتقادي أن عبدالغني حتى لو أعطى هذا الموسم لن يعطي الموسم المقبل فللسن أحكام، ومع هذا يبقى «ظاهرة»، لا أعتقد أنها ستتكرر في الملاعب السعودية، ولكنها نموذج يجب أن يقدم لأجيال مقبلة.