إن هذا اليوم العزيز على قلب كل مواطن تسكن فؤاده هذه البلاد الطاهرة لعلامة فارقة تستوقفنا جميعاً لنستدعي فيه شخصية زعيم وقائد وموحد استطاع بعون من الله تعالى والمخلصين من أبناء هذا البلد توحيد البلاد والقلوب على راية التوحيد التي جمعت الشتات وتوحد الجميع عليها حيث كانت ولا زالت نبراساً للموحد في تحقيق الملحمة الوطنية التي نعيشها والتي هي أمانة في عنق كل مواطن ومواطنة تستوجب علينا جميعاً الحفاظ على هذه المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فلنواصل جميعاً رعاية أمنه واستقراره لكي تستمر هذه النهضة المباركة والتي أسس قواعدها باني هذه الملحمة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، حيث نقل هذه البلاد المترامية الأطراف من عصر الجهالة والفوضى وانعدام الأمن والأمان عندما كانت القبائل في شتى أنحاء المعمورة تتناحر وتتقاتل على المرعى والمأكل والمشرب إلى عصر نعيشه اليوم جميعاً يحسدنا عليه القريب قبل البعيد. فقد حظي وطن اليوم بإنجازات فريدة على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بقيادة أبناء الموحد البررة منذ عهد الملك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد رحمهم الله جميعا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة راعي النهضة بوجهها الجديد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سلمه الله وولي عهده الأمين والنائب الثاني، حيث واصل مسيرة بناء فريدة أرسى فيها قواعد عدة وفريدة وعلى اصعدة عديدة. فعلى الصعيد الاجتماعي قام خادم الحرمين الشريفين بتطوير التعليم وفتح عشرات الجامعات في فترة وجيزة علاوة على ابتعاث عشرات الآلاف من أبناء الوطن لتلقي العلم في أرقى الجامعات العالمية، في تجربة فريدة ليس لها مثيل في العالم، واهتم حفظه الله بالفقراء والمعوزين وضاعف مخصصاتهم وفتح باب الحوار للجميع لمناقشة قضايا الأمة والوطن بكل شفافية، وأرسى حفظه الله قواعد الحقوق الاجتماعية وفتح المجال لكل مواطن غيور ليبدي رأيه بكل شفافية وحيادية دون استخدام للعنف والتهجم، ورعى حفظه الله مسيرة محاربة الفكر الضال وأنار المسيرة لكافة أطياف الشعب للوقوف على الأفكار الضالة التي انتهجتها فئة غرر بها هدفها نزع الأمن والأمان من هذه البلاد الطاهرة ولن يتحقق لهم هذا ما دام أبناء الوطن متيقظين لهم ولأفكارهم الهدامة. قام رعاه الله برعاية أكبر توسعات للحرمين الشريفين يشهدها التاريخ حيث شرف الشعب السعودي أمام العالم الإسلامي قاطبة بخدمة ورعاية هذه الأماكن المقدسة وأصبح كل فرد منا يفتخر بهذه المشاريع الجبارة والتي يقف لها الجميع إعجاباً ودهشة بما تحقق وسيتحقق بإذن الله. وعلى الجانب الاقتصادي يقود حفظه الله وطن اليوم إلى مصاف اقتصاديات دول العالم من حيث تنوع الاقتصاد المحلي وتنوع مداخيل الدولة وإرساء قواعد اقتصادية متينة حيث تم فتح العديد من المشاريع والمدن الاقتصادية التي من خلالها يفتح المجال للشباب السعودي لإدارة دفة هذه المدن الاقتصادية وخلق فرص وظيفية هائلة فهذه المشاريع العملاقة سوف تدر بإذن الله تنوعاً ملموساً في الدخل القومي للوطن خلاف مورد البترول. أما من ناحية الجانب السياسي لوطن اليوم فإن السياسة الملكية التي تتبعها حكومتنا الرشيدة هي مثار إعجاب المنصفين والمحقين حيث انتهجت حكومة هذه البلاد الطاهرة سياسة عدم التدخل في شئون الغير وتبنت مبدأ السلام والحلول السلمية والوقوف على مسافات متساوية من كافة الأطراف مما أكسبها تقدير واحترام دول العالم وقادة الرأي وخبراء السياسة. إننا حينما نتأمل ونتعرف على هذه المنجزات والمكتسبات عبر نافذة يومنا الوطني الذي نتشرف به كل سنة فإننا نحمد الله عز وجل على ما نحن فيه وعلى ما تحقق في فترة وجيزة وفي نفس الوقت نسأل الله عز وجل أن يديم هذا النعم وأن يديم أمن وأمان وطننا الغالي وأن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين وسمو النائب الثاني وأن يوفق المسئولين الكرام في هذا البلد وعلى كافة الأصعدة في خدمة الوطن والمواطن بكل إخلاص وعمل دؤوب يهدف إلى تحقيق توجيهات وسياسة راعي هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. * رئيس العمليات الاستراتيجية بمجموعة الاتصالات السعودية