أكد الأستاذ "خالد بن محمد القصيبي" -وزير الاقتصاد والتخطيط- أن الاحتفال بذكرى اليوم الوطني للمملكة هو فرصة للتأمل في سجل الانجازات التي تحققت منذ بدء النهضة الحديثة للمملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وهي انجازات ظلت تتراكم عبر العقود الماضية وشملت كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وأضاف أن الاحتفال يأتي هذا العام والمملكة تشهد مظاهر مرموقة من التطور الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والتقدم العمراني الذي يشمل كافة أرجاء الوطن، وينعم بثماره جميع المواطنين، مشيراً إلى أن المملكة شهدت خلال العام المنصرم تطورات اقتصادية وتنموية بارزة في جميع المجالات تجاوزت نتائج وتأثيرات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية عامي 2008م و2009م، وذلك نتيجة المبادرات والخطوات التي تبناها خادم الحرمين الشريفين من أجل الحفاظ على وتيرة النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في البلاد، والمتمثلة في جهود تعميق سياسات الاصلاح والتحديث الاقتصادي والاداري وتطبيق سياسات اقتصادية فعالة تمت صياغتها في اطار رؤيته الاستراتيجية البعيدة المدى، وهو ما انعكس في واقع الاستقرار والازدهار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وفي الأمن والسلام الاجتماعي الذي ينعم به المواطنون، كما أن هذه الجهود أثمرت عن تحقيق تحسن كبير في مستويات المعيشة ونوعية الحياة، وعن تبوأ الاقتصاد السعودي مكانة مرموقة، أهلته ليصبح أكبر اقتصادات العالم العربي حجماً، وأكثرها حيوية، يضم على سبيل المثال، أكبر قاعدة صناعية وأكبر قطاع تجاري، وأكبر سوق مالية على المستوى العربي، وذلك إلى جانب احتلالها مراكز متقدمة وفقاً للتقارير الدولية، موضحاً أنه على الصعيد العالمي، فيصنف الاقتصاد السعودي ضمن أكبر تسعة عشر اقتصاداً من حيث الحجم والامكانات، وهو ما مهد الطريق أمام المملكة للانضمام إلى مجموعة العشرين الكبار، ومشاركتها في قمم تلك المجموعة، فضلاً عن اختيارها عضواً في المجلس الموسع للاستقرار المالي العالمي. وهذه جميعها مؤشرات بالغة الدلالة على رفعة مكانة المملكة اقليمياً وعالمياً، كما تؤكد على صحة المسار التنموي المتبع وفعاليته. وذكر أنه وفي مثل هذه المناسبة الوطنية العزيزة ينبغي التطرق إلى بعض أوجه التماثل المهمة بين بدايات مسيرة تطور البلاد في عهد الملك المؤسس وبين واقعها الراهن، فمثلما تبنى الملك المؤسس الأساليب الحديثة لتطوير الزراعة ومصادر المياه وادارة عمليات التنقيب وبناء شبكة المواصلات والاتصالات ونشر خدمات التعليم والرعاية الصحية وبناء مؤسسات الدولة، واستعان في كل ذلك بالخبرات الوطنية والأجنبية، وابتعث السعوديين إلى الخارج للتخصص في مختلف المجالات، فإن المملكة اليوم تحرص على الاستخدام الموسع لمنجزات العلوم والتقنية في كافة المجالات الانتاجية والخدمية وتحرص كذلك على نقل المعارف والتقنيات المتطورة من الخارج عبر العديد من القنوات، وتبتعث أعداداً متزايدة من أبنائها إلى الخارج لاكتساب المعارف الحديثة والخبرات في مختلف المجالات، وتعزيزاً لهذا التوجه استمرت المملكة في إقامة العديد من المشروعات الانمائية العملاقة لدعم مقومات الاقتصاد المبني على المعرفة وتطوير بيئة الأعمال، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص، فضلاً عن اهتمامها بتطوير منظومة التجهيزات الأساسية، والمدن الصناعية والتقنية، وهو ما أسهم في ارتفاع معدلات الاستثمار والتوظيف والانتاجية في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، وتعزيز قدرة الاقتصاد الوطني التنافسية محلياً وفي الأسواق العالمية، كذلك ومثلما كان الملك المؤسس يستشرف المستقبل في سياساته وبرامجه، واصل أبناؤه من الملوك مسيرة النهضة والنماء متخذين من التخطيط التنموي القائم على أسس علمية مدروسة، وسيلة فعّالة لبناء المستقبل الاقتصادي والاجتماعي المنشود للمملكة. واختتم وزير الاقتصاد والتخطيط تصريحه بهذه المناسبة سائلاً الله العلي القدير أن يوفق قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني في جهودهم الحثيثة لإعلاء شأن المملكة وإسعاد مواطنيها.