اكد وزير الاقتصاد والتخطيط خالد بن محمد القصيبي ان ذكرى اليوم الوطني للمملكة فرصة للتأمل في سجل الإنجازات التي تحققت منذ بدء النهضة الحديثة للمملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وهي إنجازات ظلت تتراكم عبر العقود الماضية وشملت كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وقال في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني 81: إن الاحتفال يأتي هذا العام والمملكة تشهد مظاهر مرموقة من التطور الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والتقدم العمراني الذي يشمل كافة أرجاء الوطن، وينعم بثماره جميع المواطنين، مبرزًا ما شهدته المملكة خلال العام المنصرم من تطورات اقتصادية وتنموية في جميع المجالات تجاوزت نتائج وتأثيرات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية عامي 2008م و2009م، وذلك نتيجة المبادرات والخطوات التي تبناها خادم الحرمين الشريفين من أجل الحفاظ على وتيرة النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في البلاد، والمتمثلة في جهود تعميق سياسات الإصلاح والتحديث الاقتصادي والإداري وتطبيق سياسات اقتصادية فعالة تمّت صياغتها في إطار رؤيته الاستراتيجية البعيدة المدى، وهو ما انعكس في واقع الاستقرار والازدهار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وفي الأمن والسلام الاجتماعي الذي ينعم به المواطنون. وأضاف: إن هذه الجهود أثمرت عن تحقيق تحسن كبير في مستويات المعيشة ونوعية الحياة، وعن تبوئ الاقتصاد السعودي مكانة مرموقة، أهلته ليصبح أكبر اقتصادات العالم العربي حجمًا، وأكثرها حيوية، يضم على سبيل المثال، أكبر قاعدة صناعية وأكبر قطاع تجاري، وأكبر سوق مالية على المستوى العربي، وذلك إلى جانب احتلالها مراكز متقدمة وفقًا للتقارير الدولية. وبين أن الاقتصاد السعودي يصنف على الصعيد العالمي ضمن أكبر تسعة عشر اقتصادًا من حيث الحجم والإمكانات، وهو ما مهد الطريق أمام المملكة للانضمام إلى مجموعة العشرين الكبار، ومشاركتها في قمم تلك المجموعة، فضلًا عن اختيارها عضوًا في المجلس الموسع للاستقرار المالي العالمي. وهذه جميعها مؤشرات بالغة الدلالة على رفعة مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا، كما تؤكد على صحة المسار التنموي المتبع وفعاليته. واستعرض وزير الاقتصاد والتخطيط أوجه التماثل المهمة بين بدايات مسيرة تطور البلاد في عهد الملك المؤسس وبين واقعها الراهن، حيث تبنّى الملك المؤسس الأساليب الحديثة لتطوير الزراعة ومصادر المياه وإدارة عمليات التنقيب وبناء شبكة المواصلات والاتصالات ونشر خدمات التعليم والرعاية الصحية وبناء مؤسسات الدولة، واستعان في كل ذلك بالخبرات الوطنية والأجنبية، وابتعاث السعوديين إلى الخارج للتخصص في مختلف المجالات. كما أن المملكة اليوم تحرص على الاستخدام الموسع لمنجزات العلوم والتقنية في كافة المجالات الإنتاجية والخدمية ونقل المعارف والتقنيات المتطورة من الخارج عبر العديد من القنوات، وتبتعث أعدادًا متزايدة من أبنائها إلى الخارج لاكتساب المعارف الحديثة والخبرات في مختلف المجالات، وتعزيزًا لهذا التوجه استمرت المملكة في إقامة العديد من المشروعات الإنمائية العملاقة لدعم مقومات الاقتصاد المبني على المعرفة وتطوير بيئة الأعمال، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص، فضلًا عن اهتمامها بتطوير منظومة التجهيزات الأساسية، والمدن الصناعية والتقنية، وهو ما أسهم في ارتفاع معدلات الاستثمار والتوظيف والإنتاجية في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، وتعزيز قدرة الاقتصاد الوطني التنافسية محليًا وفي الأسواق العالمية. وقال: «مثلما كان الملك المؤسس يستشرف المستقبل في سياساته وبرامجه، واصل أبناؤه من الملوك مسيرة النهضة والنماء متخذين من التخطيط التنموي القائم على أسس علمية مدروسة، وسيلة فعّالة لبناء المستقبل الاقتصادي والاجتماعي المنشود للمملكة».