مما لاشك فيه أن اليوم الوطني للمملكة يعد من الأيام المشهودة في التاريخ الإسلامي المعاصر، ففي هذا اليوم أكمل الإمام المجاهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وكان ذلك إيذانا بإحياء دولة الإسلام وتجديد أمة العقيدة والتوحيد وبناء دولة اتخذت من الكتاب والسنة دستورا لها، ومنهج حياة في جميع شؤونها الصغيرة والكبيرة، الداخلية والخارجية، فكانت هذه الدولة بفضل الله عزا للإسلام وعونا للمسلمين، وخادمة للمقدسات الإسلامية، فكان أثر توحيد المملكة وتأسيس دولة الإسلام خيرا وبركة على جميع المسلمين، مع شح الموارد وقلة ذات اليد في ذلك الوقت وهذه حقيقة ناصعة لا يماري فيها أحد، والأدلة عليها أكثر من أن تحصى، ولم يكتف الإمام المجاهد طيب الله ثراه بذلك بل جعل الاهتمام بالدعوة الإسلامية، ونشر الإسلام في جميع أنحاء العالم ضمن اهتماماته الأساسية. ولو أردنا أن نستعرض جميع ما قام به الملك المؤسس من أعمال جليلة في خدمة الدين والوطن والأمة الإسلامية لاحتاج ذلك إلى مجلدات ضخمة وعلى هذا النهج القويم سار أبناؤه من بعده حتى وصل الأمر في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده الآمين إلى أن أصبحت المملكة الدولة الأولى بدون منازع في رعاية المقدسات الإسلامية ومد يد العون إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم، والدفاع عن قضاياهم العادلة في المحافل الدولية، مما لا يتسع المقام لسرده وتفصيل الكلام فيه. ومما ينبغي لكل مواطن أن يستحضر ويتذكر بهذه المناسبة الغالية تلكم التضحيات الجسام والجهاد العظيم الذي قام به الملك المؤسس والمجاهدون معه في سبيل توحيد هذا الكيان العظيم، وإقامة هذه الدولة المباركة وأن يتذكر أيضا ما بذله أبناؤه من بعده من جهد جهيد، ومن أموال ومن عرق في سبيل تطوير هذه الدولة الإسلامية العظيمة، ورقيها وازدهارها وتقدمها في جميع المجالات. ومن لوازم ذلك أن يبذل كل مواطن نفسه وماله في سبيل الدفاع عن هذه البلاد الطاهرة المقدسة لأنها بلاد الحرمين وفيها مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية وهي الدولة التي تحكم شرع الله وتحافظ على الدين، وترعى الإسلام والمسلمين، وتنشر العقيدة الصحيحة لذلك فإن الانتماء إليها انتماء إلى الدين وموالاتها موالاة للإسلام إن شاء الله وكل من يريدها بسوء، فإنما هو ظالم لنفسه أولا وظالم للإسلام والمسلمين ومعين لأعداء الدين والإسلام. وكيل محافظة القويعية