تعتبر أمراض المعدة ومشاكلها من العوامل التي تؤثر على صحة الإنسان وقد تكون مقلقة له عندما يتناول أي طعام فيصاب بآلام شديدة وحرقان وغيرها من الأعراض المرتبطة بالمعدة. ومن المشاكل الصحية التي ترتبط بالمعدة هي «قرحة المعدة» والتي تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة لمعرفة السبب وكذلك متابعة تغذوية للحد من زيادة حموضة المعدة وتأثيرها الضار على الصحة. ٭ تعريف قرحة المعدة: هي عبارة عن تآكل موضعي في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة أو الاثني عشر وأحياناً في الطرف السفلي للمريء. ٭ أعراض القرحة: نوبات من الألم الحادة حول المعدة خصوصاً الجزء الأوسط والأعلى من البطن ويكون ذلك بعد ساعتين أو ثلاث من تناول الطعام، أو في منتصف الليل، وبعد تناول الطعام مباشرة. وقد يؤدي ذلك إلى التقيؤ. ٭ العسل والقرحة: عسل النحل يعمل على الشفاء لقرحة المعدة لما يحتويه من خصائص علاجية قوية فرغم أن العسل يميل إلى الحمضية إلا أن احتواءه على العديد من العناصر المعدنية الحامضية والقاعدية تجعل من العسل مادة مناسبة لمعادلة الحموضة في المعدة كما أن العسل باحتوائه على العديد من المركبات العلاجية كالأحماض العضوية والسكريات والأنزيمات تعمل على تثبيط الميكروبات المرضية المحدثة للتقرحات. أفضل طريقة لتناول العسل لعلاج الحموضة والتقرحات هي ملعقة كبيرة من العسل الطبيعي صباحاً قبل الإفطار بساعة على الأقل ومعلقة أخرى مماثلة قبل النوم ومع الوجبة الرئيسية مباشرة ملعقة كبيرة وهذه هامة نظراً لمعادلة العسل للأحماض والأنزيمات التي تفرز في المعدة لهضم الطعام فيقلل العسل من ضررها على جدار المعدة والجهاز الهضمي عامة والذي هو بحاجة لفترة نقاهة لالتئام الجروح فالعسل يؤمن حماية فعالة من أية إصابات جديدة بالإضافة إلى أن عسل النحل يغذي الأنسجة المحيطة بالتقرح لذلك يؤدي إلى التئام الجرح سريعاً كما توصل عدد من العلماء إلى أن العلاج بعسل النحل يخفف من الآلام والحرقان والميل إلى القيء في حالات الإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر وقد يؤخذ العسل مع قشر الرمان المجفف المطحون وخاصة صباحاً فقط. فالعسل مع قشر الرمان مادة دابغة لجدار المعدة الداخلي ويساعد على سرعة شفاء التقرحات. كما أن بعض الناس عندما يتناول السكريات كالتمور أو الحلويات أو سكر الشاي أو عسل النحل نادراً يشتكي من زيادة الحموضة في المعدة ويتهم هذه المادة أو هذه المواد بأنها سبب الحموضة وفي الواقع ليست هي السبب فالسكريات بطبيعتها سهلة التحلل وسريعة الامتصاص فعندما تمتص بسرعة يتبقى في المعدة حمض HCL والأنزيمات والتي أفرزت عندما تناول الشخص هذه السكريات وهذه بدورها تعمل على إحداث الشعور بالحموضة والحرقان بينما عندما يتناول الشخص قطعة خبز أو الأغذية الأخرى مثلاً لا يحدث له ارتفاع في حموضة المعدة أو الحرقان مباشرة نظراً لأن الخبز يحتاج إلى فترة هضم أكبر وامتصاصه ليس سريعاً فيشغل هذه الأنزيمات والأحماض لفترة أطول ويحجبها عن تأثيرها على جدار المعدة وبحكم أن العسل يحتوي على السكريات وهي الفركتوز والجلكوز والسكروز تمثل جميعها نسبة 75 - 80٪ من العسل فقد يحدث مع بعض الناس نفس هذه المشكلة ونادراً ما تحدث لاحتواء العسل على خصائص علاجية ومن ضمنها المعادن العديدة وذات المدى المتنوع بين الحامضي والقاعدي والتي بدورها إضافة إلى المواد العلاجية الأخرى فالعسل يعمل على تثبيط الحموضة وليس زيادتها.