عندما نتحدث عن الفرح يكون للوطن في خارطتنا الحياتية النصيب الأكبر.. بما يفترشه من غلاء فرضته الطبيعة.. وشربنا لذته.. مع لبن طفولتنا يوم أن أرضعتنا والدتنا هذا الحب المتعاظم. حبنا للوطن الذي فطرنا عليه ورعته عقيدتنا الإسلامية.. تمثل في الغيرة الطاهرة على كل ذرة تراب لأرضه الطاهرة.. والحرص على كل ما من شأنه اعتلاء رايته الخضراء في سماء المجد العالمي. هذا الحرص والاهتمام يمكن لك ان تقرأه في أعين الصغار وهم يحملقون بأبصارهم داخل قاعة الفصل الدراسي سعياً للنجاح، كما يمكن لك أن تلمسه في أحلام الطلبة وهم يدغدغون مشاعرهم بحلم عباءة التخرج الجامعي.. مهندسين أطباء.. خبراء وعلماء.. ليصفوا جنوداً في طابور الدفاع عن الوطن وحمايته.. والعمل على دفعه نحو منصات التتويج العالمي.. مصارعاً دول كان لها من التقدم الشيء الكثير في قرون مضت. حلمنا الوطني الذي غرس نبته الموحد الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه).. ورعاه من بعده ابناؤه الأوفياء جاء - الحلم - متنامياً ومتسارعا مع طموحاتنا وتطلعاتنا الوطنية.. فالحلم المتلحف بردائه الأخضر.. والمتزين بالسيفين والنخلة.. هو حلمي وابنائي وحلمك وأبناؤك.. وحلم الجميع، حلم تتغنى به سيدة في أقصى جنوب الوطن وتردد صداها أخرى في أبعد نقطة من صحراء الشمال.. يشاطرهما صدى الفرح.. في شرق وغرب الوطن. أنشودة الوطن ترانيم صادقة يمكن أن تسمعها من على شفاه أطفال المدارس في يوم فرحهم الوطني.. كما يمكن ان تشنف اذنيك بسماعه في دعوات مسن عابد.. وهو يتهجد ليله في محرابه سائلاً ربه الكريم أن يديم على هذا الوطن نعمة الأمن والايمان.. وأن يعزه بقادته وإخلاص مسؤوليه. في وطننا الكبير أرض الحرمين الشريفين.. يكون للفرح طعم كبير عند الجميع.. ويكون لشرف الانتماء لهذه البقعة الطاهرة حلاوة أكبر. نحن في مثل هذا الفرح نكرر الفرح المتواصل مع كل مناسبة نشعر فيها بالانتماء لهذا البلد المقدس.. انتماؤنا يتجسد في حب الأرض.. وحب قادتها الأوفياء الذين أعطوا للوطن وأبنائه كل ما في وسعهم من إخلاص ووفاء.. للوطن والدين والرعية. عندما تلامس مسامعي كلمة زائر للوطن تحمل شيئاً من الثناء على ما يلقاه.. ضيوف بيت الله من اهتمام وخدمات.. تتلبسني كغيري من أبناء الوطن حالة من الزهو والحبور قد لا تكون لغيري ولا لأرض غير وطني.. «المملكة العربية السعودية».. أليس من حقنا أن نفتخر بأننا سعوديون وإذا كان ذلك أليس من واجبنا أن نعطي هذا الوطن الكثير والكثير عسى أن نفيه وقيادته حقهما.. حفظ الله الوطن وحفظ قيادته.. خدمة لهذه الأرض ولمقدساتها.. «اللهم آمين».. * القصيم - الشيحية