عندما قرر الظاهرة الاقتصادية العالمية بيل غيتس "54عاما" صاحب اكبر شركة عالمية لخدمة التقنية والبرمجة الالكترونية "مجموعة مايكروسوفت" التي أسسها عام 1975م وعمره لم يتجاوز "20عاما" عندما ترجل عن موقعه القيادي وهو في قمة عطائه الابداعي والانتاجي أراد ان يقدم درسا في الفكر الإداري المستنير إلى أولئك الذين يتمسكون بمواقعهم الإدارية في معظم الأندية الرياضية دون ان يكون لهم بصمة بارزة وحضور ايجابي واثر جلي ، ف"الظاهرة غيتس" الذي تزعم وهيمن على ثروة تبلغ 58 مليار دولار. يستحق منهجه الإداري وفلسفته الابداعية دراسة فحين قرر إقالة نفسه من منصبه ترجل من سلم الشهرة والأضواء والبريق الإعلامي السحري ليتحول في تكريس نشاطه وعطائه الدؤوب المؤجج فكرا وثقافة واقتصادا لدعم البحوث العلمية والمشاريع الخيرية والأعمال الإنسانية عبر الشركة وخصص جزءا من ميزانيتها الضخمة دعما للمجال الخيري ومعالجة الفقر والمرض والبطالة في كثير من دول العالم الثالث أو النامي أو النائم، هكذا أراد أن يكشف واقع معظم إدارات الأندية الرياضية والعاملين في دهاليزها في الوقت الذي تشاهد فيه أنماطا من رؤساء الأندية ممن يعشقون كرسي الرئاسة ويتشبثون بأهداب المنصب وهم يقودون أنديتهم للهاوية والانكسارات المتواصلة غير قادرين على صنع النجاح في ظل إفلاسهم الفكري والثقافي بل إن بعضاً من هؤلاء للأسف يقودون أنديتهم للهاوية والهبوط ثم يفرغون ناديهم من نجومه وأعمدته الأساس كمحاولة للانتقام ممن طالبوه بالاستقالة بل إن هذا التصرف غير الحضاري ربما يجعل النادي المغلوب على أمره يتدحرج إلى دائرة الظلام والنسيان نتيجة تجمد الفكر الإداري في قالب الذات والأنانية وليت مثل هذه النماذج بالأندية الرياضية يستفيدون من درس غيتس الذي أقال نفسه وترجل من كرسيه الذهبي برصيد انجازي يصعب حصره تاركا خلفه تاريخا عظيما يستحق التدريس في أرقى الجامعات العالمية أما أولئك الذين يتمسكون بحبال المناصب في دهاليز الأندية وهم لا يجيدون لغة النجاح فما عليهم إلا الالتحاق بجامعة غيتس العالمية لدراسة أسس ومفاهيم وميادين وفن الإدارة الحديثة المرتكزة على دعائم الفكر الراقي والوعي التنظيمي والقيم الاداريه والمبادئ الأخلاقية والعقل المنتج.