ترتكز أسس ودعائم وقواعد التطور والتقدم الرياضي بمفهومه الشامل في المؤسسة الرياضية تحديدا بوجود استراتيجية تطويرية على أرضية علمية صلبة يقودها متخصصون في حقول التخطيط المنهجي وأوعية البناء المؤسسي، وهذه القاطرة التطويرية لايمكن ان تتحرك بوصلتها باتجاه الآمال المنشودة والتطلعات المعقودة وتسير على طريق النجاح وإلا بتوفر العقليات المؤهلة تأهيلا علميا وفكريا ومهنيا قادرة على قراءة الواقع ومصافحة أصابع الخلل وكشف إسقامه و تحديد مثالبه وبالتالي صياغة وتبني الأفكار التطويرية والفلسفة الابتكارية، فضلا عن ترجمة الجهود المبذولة وتحويلها إلى أعمال ديناميكية وميكانيكية في خارطة التخطيط الاستراتيجي تقود أسلوب ومنهج وسياسة العمل إلى بوابة التقدم والتطور والصيرورة الرياضية. صحيح ان الرياضة السعودية سجلت طوال العقد الأخير تراجعا واضحا في المنافسات الخارجية ليس فقط على مستوى كرة القدم بمنتخباتها السنية إنما أيضا على مستوى الألعاب المختلفة مما دعا القيادة الرياضية إلى سرعة تشكيل لجنة لدراسة الأوضاع وتشخيص مواقع الخلل وأسباب التراجع ومن ثم صياغة الحلول الناجعة التي تكفل النهوض بالمستوى وإعادة وهج الرياضة وحضورها المتوقع على الصعيدين القاري والعالمي، وأتصور ان تشكيل مثل هذه اللجان الهامة في هذه المرحلة تحديدا تحتاج لتدعّم بمتخصصين يملكون الفكر الاستراتيجي المستنير والى مستشارين متمكنين ممن يجمعون الخبرة الميدانية والمعرفة العلمية والكفاءة العملية في المجال التطويري والتنظيمي والخططي والفلسفة الابتكارية ليعملوا إلى جانب الكفاءات الموجودة حاليا في المؤسسة الرياضية، وحين نتحدث عن الكفاءات الوطنية المتمكنة والمستنيرة التي من المفترض الاستفادة من فكرها التطويري ونهجها الخططي الاستراتيجي في ا للجنة المشكلة لدراسة تطوير الرياضة السعودية وتصحيح المسار وتقويمه، لابد ان نتحّدث عن الرياضي السابق عبدالله جمعة الشخصية القيادية الفذة التي لمعت في عالم النفط على الصعيد العالمي وابرز الأسماء المؤثرة في مجال البترول والغاز، وللمعلومية فعبد الله جمعة يعتبر أول رياضي ينطلق من بوابة الفريق القدساوي في حراسة المرمى شارك مع منتخب الشرقية في الثمانينات الهجرية لينطلق إلى قيادة اكبر الشركات العالمية وهي شركة ارمكو السعودية قبل ان يترجل من موقعه القيادي ويتقاعد نهاية 2008 بعد 40عاما قضاها داخل دهاليز هذه الشركة العملاقة، وتتويج نجاحاته الاداريه والتطويرية والتنظيمية بحصوله على شهادة الدكتوراه الفخرية من اعرق الجامعات الكورية جامعة هانكوك بسيئول وكذا شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد الامريكية العريقة تجسيدا لقدراته التطويرية الادارية، أليس من مصلحة الرياضة السعودية ان تستفيد من هذه العقلية الناضجة والخبرة المتمكنة طالما أنها تجمع الخبرة الرياضية والفكر الاستراتيجي، فنموذج مثل جمعة يفترض ان يكون حاضرا في ساحة الرياضة على الأقل بدرجة مستشار وهو خير من يشار لان مثل هذه العقول المستنيرة تملك الحسنيين الخبرة الرياضية والعملية.