الرياضة وتحديداً كرة القدم هي المتعة الأولى التي يتشاطرها جميع سكان الأرض، وهي اللغة الرياضية التي يلتقي عندها بنو البشر على هذه الكرة الأرضية من شرقها لغربها، اتفاق بشري على حب فاتنتهم، هذه الفتنة الدولية جعلت الأمم المتقدمة تحولها «كرة القدم» إلى صناعة اقتصادية مثمرة وذات مجالات متعددة وأساليب متنوعة، دعت الكثير من رؤساء الأموال يدلفون عالمها بشيء من الثقة والشجاعة. شجاعة المشاركة في تجارة غامضة وثقة الكسب في ميدان معتمر بالمحبين والمهووسين، هذة - الثقة والشجاعة - جعلت من الأندية الغربية ميدان مشتعلاً بالحماس والمضاربات المالية العالمية التي أذهلت في نهاية السبعينات متابعي كرة القدم، خصوصا عندما دفع نادي ارسنال الانجليزي مليون جنيه استرليني لأحد لاعبيه عندها قامت الدنيا وقعدت حول مثل هذا المبلغ الكبير يومذاك!! ارسنال فتح الباب للجميع وأخذت الملايين تتناثر على نجوم الكرة حتى وصلت إلى رقم خيالي.. الأندية الغربية قد يكون لها مبررها في مثل حمى الملايين التي اتخمت جيوب اللاعبين، خصوصا وأن دفعها يكون مبنياً على دراسات عميقة للجدوى الاقتصادية من مثل هذا النجم، ومردوديته المالية والإعلامية على النادي وخزينته، ففي نهاية كل سنة مالية يعلن النادي قوائمه المالية ومكاسبه وخسائره!! هذا فضلاً على الخلاصات السرية لجدوى كل لاعب التي يقوم بها فريق حسابي متخصص يقارن بين دخل اللاعب وعطاءاته إلى جانب قراءة دقيقة لحضوره- اللاعب- وعطائه في العام المقبل هذه القراءة يشترك في صياغتها أيضاً فريق من المختصين في الاستثمار والطب وعلم النفس وإدارة النادي، من هنا تبرز أهمية الاستثمار الحقيقي في كرة القدم، ولماذا هذا السعر المالي على نجوم الكرة؟ ولعله من نافلة الحديث الاشارة لما يجري في الأندية العربية خاصة منها الخليجية وطرح التساؤل التالي: «هل الأندية الخليجية تقوم ولو بجزء يسير من النظم المالية الغربية أنديتها؟!»..أم ان الأمر لا يعدو كونه منافسة وقتية ومشاحنة ذاتية تهدر معها الملايين دون دراسة لجدواها الاقتصادية؟؟! وهل اختيار النجوم يتم وفق معايير دقيقة يشارك فيها اختصاصيون أم ان الأمر لا يتجاوز نعرة رئيس أو عضو داعم.. أو.. أو..؟!! ومادام باب السؤال قائماً فهل تسير أنديتنا وفق استراتيجيات ممنهجة يصوغها أهل العلم الرياضي والمالي أم ان الأمر لا يعدو كونه ذهنية عبقري فذة لا يرى أذكى منه أحدا.. مادام رصيده البنكي هو الأكبر ودعمه هو الأعلى؟! وقفات *متى نرى الأندية الخليجية تعلن قوائمها المالية لجماهيرها حتى يكون الجميع قريبين من النادي.. في ربحه وخسارته.. * الخصخصة شيء جميل ولكن الأجمل منها ألا تبدأ الأندية إلا بعد دراسة عميقة يشارك بها ذوو الاختصاص قبل أن تكون تجربة مؤلمة تصاب بعدها كرة القدم بأكثر من انتكاسة. ** إذا زاد رصيدك البنكي ونجحت في مشروع اقتصادي فهل يعطيك هذا الحق المطلق في خوض التجارة الرياضية.. والأندية!! *ا لكثير من السابرين لغور النجاحات الرياضية يدركون أهمية التماشي مع سياسة الخطوة خطوة من أجل تلمس النجاح والامساك به احتراماً لمشاعر محبي الأندية وعشاق فرحتهم.