بادئ ذي بدء نرحب بضيوف النادي الأدبي بالباحة، من داخل المملكة وخارجها مشاركين وضيوف حاضرين، ونقول لهم كل عام وأنتم بخير.. لقد أسعدنا حضوركم في هذا الجزء الغالي المتميز من مملكتنا الغالية، وما هذه التظاهرة الثقافية إلا أحد الجسور التي أوصلتنا بكم ونحن كلنا سعادة بما ستقدمون للمثقفين من عطاءاتكم في مجال الشعر وأوراث العمل والمداخلات، ونحن وأنتم نحتفي بالشعر والشعراء من خلال هذه الجائزة، التي خصصها ناديكم بالباحة للبحث والدراسة في شعر شعراء منطقة الباحة، كبداية ننطلق منها إلى العربية ثم إلى العالمية مستقبلاً، كما كنا بالأمس ونحن ننطلق بملتقى الرواية من المحلية إلى العربية، ثم هذا العام إلى العالمية، بعد أن أصبحت الرواية والبحث فيها بصمة وحقا من حقوق هذا النادي الذي وإن جاء تأسيسه متأخرا، إلا أنه حقق شهرة واسعة النطاق في عالم الثقافة، من خلال أربع ملتقيات حفلت بالكثير من البحوث الجديدة لمستجدات الرواية العربية، وازدانت بتلك النقاشات والمداخلات التي آثرت جلسات كل ملتقى، وما الكتاب الذي يصدر عن كل ملتقى إلا ثمرة من ثمرات هذا النشاط الإبداعي، الذي يسجل لناديكم بالباحة بمداد من ذهب بعد أن رصع جبين المكتبة العربية بأحد أهم مخرجات تلك الملتقيات، فيما وضع النادي نصب عينه هذه الجائزة ليستقرىء من خلالها إبداع أبناء هذه المنطقة في مجال الشعر الفصيح ممن لهم إسهامات شعرية خرجت للساحة الثقافية عبر أكثر من وسيلة، ولعل من أهمها منابر الأندية الأدبية انطلاقا من هذا النادي، الذي له الفضل بعد الله في ظهور هذه المواهب وصقلها وتبنيها وتقديمها لجمهور الثقافة على مستوى رقعة الوطن، وهذا ما يفخر به النادي خلال مسيرته التي فاقت عقد ونصف، قام عليه رجال ثقات أسهموا بجهدهم في قيادة الثقافة في المنطقة وتصديرها لباقي الوطن، بل والوطن العربي سواء في المجلس السابق وعلى رأسهم المربي الكبير الشيخ سعد المليص أو المجلس الجديد الذي يعمل بكل جد لخدمة الثقافة والمثقفين في المنطقة بل وعلى كافة الأصعدة، بما أنجز في مجال اللقاءات المتخصصة التي أصبحت علامة فارقة وماركة ثقافية مسجلة للنادي، ومنها الركيزتان الأساسيتان لعمل الأندية الأدبية، ممثلة في القصة والرواية والشعر كأبرز نشاطات تهتم بها لخدمة الثقافة والمثقفين وما أنجز من نشر للكتاب بلغ الآفاق وتنمية للمواهب وفتح المجال للمرأة لعرض نتاجها الإبداعي وكذا النشاط السنوي العام والموسمي الذي يتزامن مع خصوصية المنطقة كمنطقة سياحية تشهد برامج متعددة في صيف كل عام وفي مقدمتها برامج النادي الثقافية وما نعيشه اليوم في هذه التظاهرة إلا تجسيد للدور الذي قام به أعضاء المجلسين حتى تحقق الحلم وأصبح حقيقة بوجودكم بيننا تنثرون إبداعاتكم على هامش جائزة فاز بها من يستحقها وشارك فيها من هم أهل للمشاركة فللجميع نسوق التحية والترحيب والدعاء بأن تقضوا أجمل الأوقات في منطقتكم الباحة ملهمة الشعر والشعراء بكنوزها التاريخية وتراثها الأصيل وطبيعتها الخلابة وأجوائها الساحرة وإنسانها المبدع المشارك بكل فخر واعتزاز في مسيرة التنمية الوطنية لهذه البلاد التي جاء الاحتفال بيومها الوطني متزامنا مع هذا النشاط الثقافي العربي الذي سيسجل بصمة أخرى وحقاً من حقوق هذا النادي بعد بداياته الموفقة والختام المسك الذي تجسد بهذا الملتقى الثقافي . كما ويسرنا أن كان ولم يزل لهذا المجلس دوره وجهده المتميز بحصوله على أرض تتربع على هامة أحد جبال الباحة المطلة - (شهبة) - على المدينة والقرى المحيطة بها وأن يسجل بكل اعتزاز بصمته في أكبر إنجاز يتمثل في وضع حجر الأساس بيد سمو أمير المنطقة وحضور المسؤولين بوزارة الثقافة والإعلام ثم الشروع قريبا في إنشاء مقر بل مدينة ثقافية كاملة الخدمات للمرأة والرجل والطفل على مساحة تزيد على عشرة آلاف متر مربع توفر قاعات تتسع لأكثر من سبعمائة شخص منها قاعة للنساء تتسع لمائتي شخص ومسجد ومبان إدارية وأخرى ترفيهية وخدمات مساندة راجين بأن نكون قد أسهمنا فيما يعزز مسيرته مستقبلاً ونحن على أبواب مرحلة جديدة من عمره من خلال الانتخابات التي ستلد مجلسا جديدا نتمنى له التوفيق وأن يحافظ على إرثه المتميز وأن يضيف ما يجعلنا نطمئن بأنه يسير من الأفضل للأفضل، في ظل الرجال المخلصين المتخصصين، الذين يقدرون الجهود ويحفظون الحقوق ويرعون مصلحة المثقف، ويبنون فوق الذي بناه السابقون، وفق الله الجميع لكل خير، وكل عام ووطننا بخير في ظل قيادتنا الحكيمة الراشدة وحكومتهم الرشيدة. *عضو نادي الباحة الأدبي