احتجت مساء الجمعة مارين لوبين زعيم حزب " الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف على قرار السلطات الفرنسية تأجير محل تابع للدولة لمجلس الديانة الإسلامية الفرنسي لاستخدامه مسجدا مؤقتا بعد إقدام وزارة الداخلية الفرنسية على منع إقامة الصلاة في الشارع واتهمت الحكومة الفرنسية بالرضوخ إلى المسلمين حسب قولها. وكانت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف قد انتقدت الاتفاق الذي أبرم بين الدولة الفرنسية ومجلس الديانة الإسلامية لتأجير موقع بمساحة ألفي متر مربع بمبلغ قدره ثلاثون ألف يورو في السنة. وقالت إنه كان أولى بالحكومة الفرنسية استخدام هذا المكان الذي كان من قبل يؤوي ثكنة لرجال المطافئ محل سكن بالنسبة إلى ضعاف الحال من الفرنسيين. ويقع المسجد الجديد المؤقت في الشطر الشمالي من العاصمة الفرنسية . وهو معد أساسا للمسلمين الذين كانوا من قبل يصلون في الشار ع و في الأماكن القريبة منه نظرا لعدم وجود مساجد كافية في الأحياء القريبة من الثكنة السابقة. وقد رحب دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير بالاتفاق الذي أبرم بين الدولة والجهاز المشرف على شؤون الجالية الإسلامية الفرنسية في ما يخص الشعائر الدينية. وقال إن بلدية باريس عازمة على السماح في المستقبل بفتح أماكن للصلاة تليق بالمسلمين لاسيما في المنطقة الباريسية. وهناك قناعة لدى عدد من المحللين بأن موضوع المساجد وشكوى المسلمين القديمة من عدم وجود أماكن للصلاة بما فيه الكفاية بالنسبة إليهم موضوع سيشهد في الأشهر المقبلة تصعيدا لأن أطرافا كثيرة تسعى إلى توظيفه لمصالحها . ومن هذه الأطراف الحزب الحاكم الذي يدرك اليوم أن سياسته تجاه المسلمين لم تكن سياسة جيدة في السنوات الأخيرة وأنه بإمكانه أن يخسر كثيرا من أصوات الناخبين المسلمين الذين صوت جزء كبير منهم لنيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الماضية لاسيما بسبب الدور الكبير الذي قام به لإطلاق مجلس الديانة الإسلامية الفرنسي .