أقيل أمس الجمعة عبدالرحمن دحمان أحد مستشاري الرئيس الفرنسي الفنيين من منصبه بسبب انتقادات وجهها للحزب الحاكم الذي يعتزم إجراء نقاش في البلاد يوم الخامس من شهر أبريل المقبل حول العلمانية والإسلام.والمستشار المقال كان يعنى بالمساعدة على إدماج الشبان الفرنسيين من أصول عربية وإسلامية في المجتمع الفرنسي . وهو فرنسي من أصل جزائري وكان قد ساعد الرئيس الفرنسي الحالي في التقرب من جمعيات الشبان المنحدرين من أصول مغاربية خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الماضية. وكان دحمان قد وجه يوم الخميس الماضي نداء إلى المسلمين المنخرطين في الحزب الحاكم دعاهم فيه إلى التخلي عن الانتماء إليه في حال عدم عدول الحزب عن تنظيم هذا النقاش . وجاءت هذه الدعوة بعد أن أصبح المسلمون المنخرطون في حزب " الاتحاد من أجل حركة شعبية " الحاكم في فرنسا لا يقتصرون على شجب ركض هذا الحزب وراء أصوات اليمين المتطرف فحسب بل إن إنهم يفكرون اليوم في تجاوز التعبير عن استيائهم إزاء هذا التوجه من خلال الفعل. وهذا مادفع مثلا بعبد الله الزكري أحد مسؤولي الحزب الحاكم في منطقة " الغار" الواقعة في جنوب البلاد إلى إتلاف بطاقة الانتماء إلى الحزب أمام عدسات الصحافيين والمصورين في مسجد باريس يوم الخميس الماضي. فقد تجمع في المسجد قرابة مائة وخمسين من ممثلي الجالية الإسلامية الفرنسية أو المقيمة في فرنسا في ذلك اليوم لمحاولة إيجاد طريقة يستطيعون من خلالها إقناع الحزب الحاكم بالعدول عن تنظيم نقاش في البلاد حول علاقة العلمانية بالإسلام وذلك يوم الخامس من شهر أبريل المقبل. ودعا الزكري كل المنتمين إلى الحزب الحاكم من المسلمين للحذو حذوه للتعبير عن غضب الجالية الإسلامية بسبب استخدامها كبش فداء لكسب أصوات اليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة على خلفية تزايد شعبية مارين لوبين زعيمة حزب " الجبهة الوطنية " اليميني المتطرف من جهة وسعي الحزب الحاكم من جهة أخرى إلى التركيز على مواضيع هي المواضيع ذاتها التي يركز عليها اليمين المتطرف. وطلب دليل بوبكر عميد مسجد باريس الكبير من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الإذن بالعدول عن تنظيم هذا النقاش الذي رأى فيه محاولة جديدة للإساءة إلى صورة الإسلام والمسلمين في فرنسا. ويرى كثير من المراقبين أن الرئيس الفرنسي لايمكن أن يغض الطرف عن التوجه الجديد الذي أصبح المسلمون الفرنسيون يتعاملون من خلاله مع المشاريع التي ينفذها الحزب الحاكم والتي تصب في مصب أطروحات اليمين المتطرف لاسيما وأن نيكولا ساركوزوي قد اضطلع في السابق بدور هام في جعل المسلمين الفرنسيين ينظمون أنفسهم . وهو الذي اضطلع بدور هام في إطلاق " المجلس الوطني للديانة الإسلامية " في البلاد.