قررت الحكومة الفرنسية تشكيل لجنة عمل وزارية تعنى بمسألة العلمانية. وأعلن عن هذا القرار خلال لقاء حصل الجمعة بين كلود غيان وزير الداخلية الفرنسي وممثلي الديانات الفرنسية الكبرى في البلاد. وتهدف مهمة هذه اللجنة إلى المساعدة على إيجاد مشاكل تطرح في فرنسا والتي لديها علاقة بممارسة الشعائر الدينية. وقال محمد الموساوي رئيس المجلس الوطني الفرنسي للديانة الإسلامية والذي كان من بين المشاركين في هذا اللقاء إن ممثلي الديانات الكبرى في فرنسا أعربوا مجددا للوزير عن تحفظهم على الطريقة التي تتعامل من خلالها حتى الآن الحكومة الفرنسية مع مسألة العلمانية في إشارة إلى النقاش الذي أجراه الحزب اليميني الحاكم يوم الخامس من الشهر الجاري حول علاقة الإسلام والمسلمين في فرنسا بمبادئ العلمانية. وذكر الموساوي بان هذه المبادرة كان يراد من خلالها الإساءة إلى الإسلام والمسلمين لاسيما وأن بعض المشاكل التي ركز عليها الحزب والتي تطرح اليوم في فرنسا هي هامشية ومنها مثلا مشكلة المسلمين الذين لا يجدون أماكن يصلون فيها فيفعلون ذلك في الشوارع. وكانت مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرف قد شبهت وقوف المسلمين للصلاة في بعض الشوارع بالاحتلال النازي. وأكد الموساوي عقب هذا الاجتماع أن هناك اليوم تفهما من قبل الحكومة الفرنسية للمساعدة على تسوية هذه المشاكل بهدوء بعيدا عن الركض وراء أصوات اليمين المتطرف من خلال إجراءات منها مثلا العمل على إيجاد خمسة أماكن للصلاة محترمة لمن يصلون اليوم من المسلمين في الشارع في كل من باريس ومرسيليا ونيس والسعي إلى مساعدة المسلمين الفرنسيين والمقيمين في فرنسا على بناء مساجد دون تدخل الدولة في تمويل هذه المشاريع. ومن التدابير التي ستتخذها الحكومة أيضا في هذا الإطار العمل على عدم إقران بدايات السنة الدراسية أو الاختبارات في المدارس العليا الفرنسية مع أعياد دينية و إشراك المؤسسات الدينية في استشارة ستنظم في مختلف أقاليم فرنسا بهدف مساعدة أتباع كل الديانات ومن بينها الديانة الإسلامية على حل المشاكل التي لديها علاقة بممارسة شعائرهم الدينية.