يظهر "جبل الشرفة" التاريخي في الجزء الشرقي لمحافظة رجال ألمع، كأحد المعالم البارزة بجوّها المعتدل صيفاً وشتاء، إذ يمكن للسائح أن يصل إليها من خلال عربات "التلفريك" المعلقة من أعالي جبال السودة إلى "وادي العوص"، ثم تتواصل الرحلة السياحية الجميلة عبر المركبات ذات الدفع الرباعي عبر "عقبة الشقة"، التي تخترق الجبال حتى تصل إلى أعلى "جبل الشرفة"، لتتفاجأ ب "المدرجات الزراعية الخضراء"، التي تشكل لوحة فنية تنم عن قدرة وقوة "رجل الشرفة"، الذي لم تثنه وعورة وصعوبة التضاريس عن ذلك الجبل في استثماره زراعياً وسكنياً. ويتكون الجبل من عدة قرى منها "الشقة" و"الوجيف" و"جال آل خيره" و"نودان" وغيرها من القرى السياحية الجميلة، وصولاً إلى "شوكان" عبر طرق تقع على قمم وأعالي الجبال في منظر سياحي بديع أخاذ، ونظراً لصعوبة ووعورة الوصول إلى هذه القرى وقلة الخدمات مثل المدارس وندرة المياه وكذا الرعاية الصحية، فإن سكانها رحلوا عنها إلى المدن المجاورة، مثل مدينة أبها و"محايل عسير"، التي وجدوا بها مقومات الحياة الحديثة من الوظائف الحكومية والمدارس والجامعات والمستشفيات. الطريق المؤدي إلى الجبل ويظهر تهالكه وقال "سعيد علي الشرفي": إن منطقتنا تعد من أجمل المواقع السياحية، لما تتميز به من الطبيعة البكر والأجواء الخلابة طوال العام، حيث إنها معتدلة صيفاً ودافئة شتاءاً، وهذا المناخ قلما يتواجد بأي منطقة سياحية، مضيفاً أنهم لم يجدوا الاهتمام السياحي الذي يستحقه هذا الجبل من المسؤولين في جهاز السياحة بعسير، متمنياً منهم زيارة هذه المواقع التي تضيف لسياحة المنطقة بوجه خاص والمملكة بوجه عام الشيء الكثير. وأكد "علي الخيري" أحد أبناء هذا الجبل على أن الوصول إليه يتم بصعوبة كبرى، بل ويستغرق وقتا طويل جداًّ، وذلك لمرورنا من "عقبة الصماء" ثم "العوص" ثم "عقبة الشقة"، وهذا زاد من معاناة السكان وبعدهم عن الخدمات، مطالباً بفتح "عقبة القرون" التي تربط "السراة" ب "تهامة"، وذلك بمسافة قصيرة وسهلة لا تتجاوز (6 كم). وأوضح "محمد أحمد الشرفي" أن هذا الجبل يتميز بالوعورة، ويشكل عقبة كبيرة في نقل المرضى منه إلى المستشفيات والمراكز الصحية، مطالباً بفتح مركز للرعاية الصحية يخدم أهالي ذلك الجبل والجبال المجاورة أيضاً، مشدداً على أهمية تمهيد وسفلتة بعض الطرق المؤدية من وإلى الشرفة مثل طرق المقافي السياحي الذي يربط بين "جبل الشرفة" و"شوكان" وعقبة "كلمة"، الذي قد يخفف من معاناتنا نوعاً ما.