يعتبر احترام الوقت أحد أهم الأمور المؤثرة في حياتنا، وهو من أسرار النجاح والاستمرار في تحقيقه، ولعلنا ومع بداية عام دراسي جديد نبدأ بوضع اللبنات الأولى لدى النشء في تعليمهم وحثهم على احترام الوقت الدراسي أولاً بالشكل المناسب والمطلوب لتحقيق أي نجاح وابداع، الصغار هم أكثر من يحتاج لغرس تلك المفاهيم، وجعلهم يلمسون أثر ذلك أمامهم من خلال ايضاح الصورة الرائعة لنتاج أي إنسان يحترم كل ساعات عمل سواء كان طالباً أو موظفاً أو أياً كان، وعندما نبدأ بتدريب الطالب منذ المراحل الأولى على ذلك سنجده يكبر وقد كبرت معه هذه الصفة الرائعة، وسينعكس بكل تأكيد على طبيعته الحياتية وتصرفاته وسلوكياته، فتجد هذا الحرص والالتزام يفتح الباب للكثير من الأمور الابداعية التي سيحققها بإذن الله تعالى مستقبلاً. ما أثار هذا الموضوع هو الخبر الذي نُشر في (الرياض) مفاده أنه تم الإعلان عن ساعة ذرية بريطانية هي الأكثر دقة في العالم بإعطاء الوقت بعد أن اجريت عليها بعض التعديلات. وذكرت صحيفة «التلغراف» البريطانية أن فريقاً من العلماء البريطانيين والأميركيين وجد من خلال تحليل جديد للساعة البريطانية أنها ستسقط فقط ملياراً من الثانية كل شهرين لتكون الساعة الأدق في العالم. وتعتبر هذه الساعة المسؤولة عن المحافظة على دقة الساعات في بريطانيا، والتي تساهم أيضاً في قياس الوقت العالمي، دقيقة جداً، وهي واحدة من عدد قليل من الساعات المشابهة في العالم التي تحدد بالضبط مدة الثانية الواحدة عن طريق قياس الموجات أثناء تسببها بذبذبة ذرات السيزيوم. وتمكن العلماء في المختبر الوطني الفيزيائي في بريطانيا، بقيادة كرزيستوف سيزيمانيك، من تقليص هامش الخطأ إلى مستويات غير مسبوقة. تلك الدقة في تعلم احترام الوقت والمواعيد، ستعطي أجيالنا القادمة الدافع الحقيقي لتسجيل التميز في أمور عدة كل في تخصصه وحسب ميوله، وهي معيار الثقة في التعامل مع الآخرين، في وقتنا الحالي حيث قدمت لنا التكنولوجيا خدمة ليس لها ثمن، ومنحتنا كل الوسائل التي تمكننا من تسجيل كل شيء بدقة متناهية، وأعطتنا فرصة ضبط ساعاتنا وتذكيرنا بكل احتياجاتنا العلمية والعملية والأسرية، من خلال الجوالات والحواسب المحمولة، وغيرها من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تضبط مواعيدنا حتى بعد سنوات بالدقيقة والثانية، من أجل ذلك لابد من إحداث تغيير لدى النشء حول هذا الموضوع، وتفعيل أهمية الوقت في عقولهم وضرورة الالتزام به، ولكن لن يتأتى ذلك إلا بوجود القدوة، أما أن ننصح ونحن لا نطبق فلن يكون للتعليم أثر، فالأطفال يتأثرون بوالدهم ووالدتهم، وبالمعلمين، وقس على هذا كل النشاطات الأخرى. وسؤالي: متى سنحتاج لضبط ساعاتنا وأعمالنا وفق هذه الساعة؟