شاءت الأقدار أن تشهد القاهرة وباريس اليوم الاثنين محاكمة صديقين سابقين هما الرئيس المصري المخلوع حسنى مبارك، والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وإذا كان مبارك أول رئيس عربى مصرى يحاكم جنائيا أمام محكمة وطنية حضوريا، بتهمة قتل المتظاهرين السلميين فى ثورة 25 يناير واستغلال النفوذ والتربح، فإن شيراك يعد أول رئيس فرنسى سابق تتم محاكمته بعد الحرب العالمية الثانية بتهمة اختلاس أموال عامة أثناء رئاسته لبلدية باريس بين عامي 1977 و 1995 لدفع رواتب للعاملين في حزبه، وذلك قبل خوضه حملة الانتخابات الرئاسية. ويرى المراقبون الدوليون فى باريس أن الصدفة وحدها هى التى جعلت المحاكمتين تجريان فى نفس اليوم وربما فى نفس الساعات، وكأن العدالة تريد أن تثبت أن الحكام والرؤساء السابقين أينما كانوا فى العالم يمثلون أمام القضاء، لكن الشيء المشترك في القضيتين أن الرئيسين السابقين لم يعترفا بالإتهامات الموجهة اليهما، حيث نفى مبارك جميع الإتهامات الموجهة إليه، كما نفى شيراك تورطه بأى عمل مخالف للقانون. وبدأت محاكمة جاك شيراك اليوم في قضية الوظائف الوهمية المفترضة في غيابه بعد ان انهكه المرض فاوكل محاميه تمثيله، وسلم محاموه رئيس المحكمة الجمعة رسالة بهذاالمعنى والملف الطبي الذي اكد انه "ضعيف" بسبب مشكلات عصبية. ويعود لرئيس الغرفة الحادية عشرة دومينيك بوت قبول هذا الطلب والسماح بمتابعة المحاكمة او رفض اجراء الجلسات، وطلب كشف طبي آخر. لكن من شبه المؤكد ان شيراك البالغ من العمر 78 عاما، لن يحضر. وتستحوذ القضيتان إلى حد كبير على اهتمام العالم أجمع وليس فى مصر أو فرنسا فحسب خاصة لكونهما تتعلقان بحقوق الشعبين، معروف أن مبارك وشيراك جمعتهما علاقات صداقة وتفاهم على المستوى السياسى والشخصى على مدى 12 عاما.